في شعب نقباء احدى اشهر مناطق الفقرة في زراعة النخيل بالطريقة التقليدية القديمة التي تسمى «الرياض» والرسوم، وهي المواقع المتدرجة والتي يذكر الخبراء في السابق أن المنطقة كانت دوحة وواحة من النخيل التي تجري من تحت جذورها المياه النقية من قمم الجبال. «المدينة» التقت أحد أصحاب المزارع في منطقه الفقرة العم عبيدالله بن بلهوش، الذي رغم بلوغه الثمانين عاما مازال يصعد ويجني الثمار بكل حيوية ونشاط، وكشف لنا عن أسباب تواجده فقال: «حب الأرض التي أعطتنا بفضل الله الكثير، والعمل شرف لكل إنسان، كما أن هذا المكان يحتفظ بالذكريات العزيزة عندما أستعيدها، فأذكر أيام الطفولة حين كان عمري لا يتجاوزالخامسة، والتي قضيتها مع والدي وجدي رحمهما الله، واللذين تعلمت منهما الدروس بدون مدرسة وفن التعامل مع النخيل. نضج الرطب وذكر لنا العم عبيدالله العديد من الأسرار التي جعلت محصول الرطب ينضج في هذه الفترة المتأخرة عن محصول المدينةالمنورة وهي التي لا تبعد إلا بحوالي 40 كم عن أقرب مزارع لها في المنطقة ويأتي محصولها من الرطب بعد مرور شهرين ونصف تقريبا وذلك بسبب عدة عوامل أبرزها ارتفاع منطقة الفقرة عن باقي المناطق مما اكسبها اعتدالا في المناخ المائل للبرودة صيفا وشتاء، وكذلك اعتماد النخيل على السقيا من مياه الأمطار، والأجواء المختلفة تماما عن المناطق المنخفضة. واستبعد أن يكون لنوعية النخيل دور في ذلك من حيث ان جميع الأنواع تنضج في أوقات متقاربة واشهرها الجبيلي الذي تتميز به الفقرة ويطلق عليه هذا الاسم لأنه يتأقلم ويتكيف مع المناطق الجبلية. وعن التغير في كمية الإنتاج بين الماضي والحاضر يقول العم عبيدالله إن هناك فرقا شاسعا بين الأمس واليوم، فأنا أتذكر الأيام السابقة حيث كانت النخلة الواحدة تنتج ما يعادل إنتاج 3 إلى 4 نخلات الآن، ويعود ذلك لقلة الامطار في هذه الأيام، وعدم وجود العناية الكافية وبالرغم من كثرة الأصناف والأنواع في السنوات الأخيرة بفضل الوسائل المتعددة من نقل ومواصلات وتطوير، إلا أن نخلة الجبيلي ما زالت تحتفظ بطعمها الخاص المميز. المربد والصبل وعن طرق التخزين في الماضي يتذكر العم عبيدالله انهم يطلقون على المكان الذي يجمعون فيه المحاصيل من التمور اسم «المربد»، و»الصبل» هو المستودع الذي يقومون بتخزين الرطب والتمور فيه، وبعد تجفيفه وتنظيفه من الشوائب يضعونه في صفائح معدنية يطلق عليها «التنك»، ويكبس بها المحصول وتنقل كي لا يدخلها الهواء، وبهذه الطريقة نضمن بقاء المنتج لأكثر من سنة دون أن يفسد، وهي طريقه بدائية، إلا أنها كانت في ذلك الزمن حامية وبعد ذلك يقوم الجمالة بتحميل تلك الصفائح على ظهور الإبل والدواب وجلبها للأسواق المجاورة.