سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توصيات منتدى الباحة الاستثماري.. إلى أين؟!
الأمل معقود على وزارتي الزراعة والمياه والكهرباء بالتعاون مع وزارة المالية للنظر في كيفية دعم وتشجيع المزارعين في منطقة الباحة
شهدت منطقة الباحة خلال الأسبوع الماضي تظاهرة هي الأولى من نوعها لحضور منتدى الباحة الاستثماري الأول شارك فيه عدد من المسؤولين ورجال الأعمال وبعض الشخصيات المهمة من أبناء المنطقة، وقد حظي الإعداد لذلك التجمع برعاية خاصة من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن عبدالعزيز الذي يبذل جهودًا مكثفة للنهوض بالمنطقة من خلال جذب القطاع الخاص للاستثمار واستغلال الفرص الموجودة في المنطقة، وبرغم وجودي خارج المملكة خلال تلك الفترة إلا أنني كنت أتابع أعمال المنتدى والأنشطة التي حفل بها ذلك اللقاء. ومنطقة الباحة كما هو معلوم بحاجة لنقلة نوعية تستثمر مرافقها وإمكاناتها السياحية وتشجع المستثمر والزائر على الثقة بما سيجده ويتوفر له من تسهيلات وخدمات في أرجاء المنطقة وهذا ما تسعى لتحقيقه الإدارات المحلية بدعم وتشجيع من أمير المنطقة وطاقمه الإداري. التوصيات التي صدرت عن المنتدى تعد بالخير، ولكن تحقيق تلك التطلعات مرهون بما ستقدمه الوزارات المعنية وبرغبة القطاع الخاص للرهان على المقومات المتوفرة بالمنطقة والتي تحتاج للجهد والمال والصبر حتى تؤتي الاستثمارات أُكلها. المياه عنصر أساسي لإحياء الإمكانات الزراعية بالمنطقة التي تقلصت بشكل يكاد يقضي عليها بسبب شح المياه وعزوف المواطنين لقلة المردود المادي. وفي هذا الشأن علينا أن نتذكر أن أغنى دول العالم من حيث وفرة المياه والإنتاج الزراعي تقدم دعما سخيا للمزارعين من أجل تشجيعهم على الاستمرار في زراعة الأرض وتطوير محاصيلها بصفة مستمرة من التقلبات في الأسواق العالمية ومن هذا المنظور فالأمل معقود على وزارة الزراعة ووزارة المياه والكهرباء بالتعاون مع وزارة المالية للنظر في كيفية دعم وتشجيع المزارعين في منطقة الباحة وغيرها من مناطق المملكة لكي تعود الزراعة إلى ما كانت عليه قبل أربعة عقود مضت. التعدين في المنطقة بحاجة إلى نظرة جادة وإعداد برنامج جريء لاكتشاف واستثمار المواقع التي يوجد بها مكامن معادن ذات جدوى اقتصادية وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فيها. ومن أبرز مشاريع المنطقة حاليًا مجمع جامعة الباحة الذي لم يكتمل بعد وهو يعد بالمشاركة في تطوير قدرات أبناء المنطقة بالإضافة إلى استقطاب أعداد كبيرة من الطلاب للدراسة في عدد من التخصصات والأمل أن يكون بتلك الجامعة كلية للمعادن بالتعاون مع جامعة الملك فهد بصفة الباحة منقطة جبلية لا تخلو من المعادن بشتى أنواعها وتحتاج للبحث والتنقيب والاكتشاف في المقام الأول ومن ثم التصنيع بموجب دراسات وجدوى اقتصادية ودعم من الدولة حتى يكون في المنطقة تنمية مستدامة تجلب دخلا لخزينة الدولة وتزيد من فرص التوظيف المحلية. منطقة الباحة بحاجة لخطة تطوير مركزي تركز على المميزات المتوفرة وخلق مراكز سياحية متميزة بحكم ارتفاعها عن سطح البحر والتضاريس الجغرافية التي يمكن تشجيرها وحماية الأشجار وأطلال مرتفعات جبال السروات على سهول تهامة وما بها من الأشجار والثروة الحيوانية النادرة وحمايتها من الصيد ومن التعدي على الأشجار أيضا. وقد سبق أن طرحت في مقال سابق فكرة إنشاء حديقة متخصصة في النباتات الفطرية تكون معلمًا مميزًا من معالم المنطقة تشمل مشروعا سياحيا استثماريا يضم حديقة حيوانات عامة يرتادها السياح وطلاب المدارس وزوار المنطقة على مدار العام، وحتى ترى تلك الفكرة النور فإن على الأمانة البحث عن موقع مناسب تتوفر فيه الخدمات مثل الماء والكهرباء وشبكة الطرق وعرضها للاستثمار طويل الأجل وأحسب أن هذا المشروع سيكون رائدًا ومجديًا من النواحي الاقتصادية والبيئية في المنطقة. وبعد نجاح الشوط الأول من أهداف ذلك المنتدى بفضل ما بذل من جهود مشكورة من قبل الإمارة والجهات المعنية يبقى التساؤل إلى أين ستذهب تلك التوصيات؟!. والأمل كبير في أن توخذ مأخذ التنفيذ الفوري ويحشد لها الدعم اللازم بمشاركة الوزارات المعنية والقطاع الخاص وتعاون الإدارات المحلية في المنطقة وإيجاد التسهيلات اللازمة لتحقيق ذلك. [email protected]