تصرف (بعض) المحطات الفضائية العربية مبالغ مالية كبيرة من أجل استنساخ بعض البرامج الغربية، وتحقق هذه المحطات بعد عرض تلك البرامج الغربية مردودًا ماليًا أكبر من الذي صرفته، سواء من خلال اتصالات المشاهدين (الطيّبين الكرام)، أو من خلال الإعلانات الكبيرة التي يحظى بها هذا البرنامج. ورغم ما تكسبه هذه المحطات العربية، إلا أنها في المقابل لا تكلف نفسها ولو بجهد قليل في أن تقدم برنامجًا عربيًا 100%، سواء من ناحية الفكرة، أو الإعداد، أو الديكورات، أو في أسلوب البرنامج نفسه. والسؤال يطرح نفسه هنا: لماذا تكلّف المحطات العربية نفسها بذلك، فالبرنامج العربي لا يجد المتابعة التي تحظى بها البرامج المستنسخة، ولذا فمن الأسهل عليها أن تستنسخ برامجًا غربية حتى لو كانت أفكارها غريبة على المجتعات العربية، وليس ذلك فقط، بل إنها تُرغم المشتركين العرب فيها بالقيام بحركات غربية ولباس أزياء عجيبة، وكل هذا من أجل تحقيق الهدف الرئيسي وهو «الفلوس». وفي النهاية نجد هذه المحطات تتفاخر بإدعاء لا يمت لها من قليل أو بعيد وهو إدعاء كاذب يقول (الفضائية العربية)!. اتمنى من (بعض) هذه الفضائيات العربية المزعومة أن تقدم ما يتعلق بالمجتمعات العربية، وما يتعلق بشباب وشابات العرب، وصحيح أن البرامج الغربية المستنسخة فيها متعة وترفيه، ولكنها لا تفيد المشتركين فيها من الشباب والشابات العرب، إلا إذا كان هؤلاء الشباب يريدون أن يتخرّجوا من تلك البرامج وهم يحملون شهادات عليا في التهريج والتنطيط ورقص الديسكو وحركات الأطفال الأغبياء!. يا (بعض) الفضائيات العرب: احترموا ذاتكم وأصلكم وقدموا للمشاهدين العرب ما يفيدهم ويُشعرهم بأنهم يتابعون قنوات موجهة لهم، وبقدر ما تحققوه من مكاسب مالية كبيرة جدًا من هذه البرامج السخيفة، فكّروا في الصرف ولو على برنامج واحد فقط يفيد المشاهدين العرب ويجعلنا في نفس الوقت نصدّق أننا نتابع قناة عربية!. إحساس أغراب.. في رحلة ليالي العمر أغراب.. في دنيا العيون السمر أغراب والفرحة حوالينا أغراب والدمعة في عينينا ماشيين في سكة الأحباب ماشيين وفي كل خطوة عذاب أغراب..