قتل خمسة أشخاص في سوريا أمس الاثنين، بينهم ثلاثة ضباط في انفجار عبوة ناسفة في حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك غداة سقوط 87 قتيلاً في أعمال عنف في أنحاء مختلفة من سوريا، بينهم 34 في قصف على مدينة حماة. وصل الموفد الدولي الخاص كوفي أنان إلى دمشق أمس؛ لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الثلاثاء. وصرح أنان للصحافيين فور وصوله إلى أحد فنادق دمشق: «إنني شخصيًا مصدوم إزاء الأحداث المأسوية والمروعة التي وقعت قبل يومين»، في إشارة إلى «مجزرة الحولة» في محافظة حمص في وسط سوريا التي قتل فيها قصفًا وبإطلاق الرصاص من مسافة قريبة، بحسب مراقبي الأممالمتحدة، 108 أشخاص وجرح 300 آخرون. وقال أنان: «إنه عمل مشين تترتب عليه نتائج عميقة». من جانبها أعلنت إيران، تأييدها للرواية السورية بشأن مجزرة الحولة التي نسبتها إلى جماعات إرهابية. فيما طالبت الصين باجراء «تحقيق فوري» حول المجزرة، دون أن تحمل الحكومة السورية المسؤولية. واعتبرت روسيا أمس أن «الطرفين» الجيش السوري والمعارضة ضالعان في المجزرة التي راح ضحيتها 108 قتلى على الأقل، ودعت الغرب إلى وقف العمل على اسقاط النظام السوري. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ «نحن في وضع يبدو أن الطرفين شاركا فيه»، مشيرًا إلى وجود آثار إطلاق نار عن مسافة قريبة على الجثث إلى جانب الإصابات بالقصف المدفعي. وقال لافروف إن روسيا لا تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وإنما خطة السلام التي أعدها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان وتدعو القوى الغربية إلى وقف جهود إسقاط النظام. وأضاف: «نحن لا ندعم الحكومة السورية، نحن ندعم خطة كوفي أنان»، مضيفًا أنه على القوى الغربية «العمل على تطبيق خطة كوفي أنان وليس اسقاط النظام». أما إسرائيل فخرجت عن «تحفظها الإعلامي»، وذلك ببيان صادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعرب فيها عن شعوره «بالاشمئزاز» عن ما حدث في سوريا، معتبرًا أن «إيران وحزب الله جزءًا لا يتجزأ من الفظائع السورية وعلى العالم التحرك ضدهما أيضًا». من جانبها، انتقدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أمس بيان مجلس الأمن الدولي حول «مجزرة الحولة»، معتبرة أنها «رسالة قاتلة» تساهم في استمرار المجازر. وقالت في بيان «إن اكتفاء مجلس الأمن الدولي بإصدار بيان «بلا معنى» حول مجزرة قتل فيها أكثر من مائة شهيد في بلدة (الحولة)، بدلاً من إصدار قرار تحت الفصل السابع (الملزم من ميثاق الأممالمتحدة)، وبدلًا من تحديد موقف يتحمل فيه المجلس مسؤولياته حيال حماية المدنيين السوريين، فإنه يرسل عددًا من الرسائل ليس الخاطئة فقط، بل القاتلة والمدمرة». وأضاف البيان «لن تكون مجزرة الحولة ولا مجزرة حماة التي تبعتها أمس الأول المجازر الأولى ولن تكون الأخيرة»، واصفًا موقف مجلس الأمن ب»العجز»، والموقف الروسي ب»الإنكار السلبي»، متهمًا روسيا ب»تفريغ بيان مجلس الأمن من معناه». واعتبرت الجماعة «كل الداعمين لعصابات القتل الأسدية في سوريا والمدافعين عنها والمتسترين على جرائمها والصامتين عنها.. شركاء فيما ترتكبه هذه العصابات من مجازر ضد المدنيين الأبرياء». ورأى بيان الإخوان أن «تخلي مجلس الأمن الدولي عن مسؤولياته يعني أن القانون الدولي قد سقط». وأشار إلى أن من ارتكب مجزرة الحولة سيبحث عن «ضحايا جدد» بعد قراءة بيان مجلس الأمن. وتوجه البيان إلى السوريين بالقول «طريقكم مسدود، ولا أمل لديكم. عليكم أن تجدوا الطريقة العملية للدفاع عن أعناق أطفالكم، وتحققوا أهداف ثورتكم في العيش الحر الكريم».