اعتبرت روسيا الاثنين ان “الطرفين” الجيش السوري والمعارضة ضالعان في المجزرة التي راح ضحيتها 108 قتلى على الاقل في الحولة بوسط سوريا ودعت الغرب الى وقف العمل على اسقاط النظام السوري.وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ “نحن في وضع يبدو ان الطرفين شاركا فيه” مشيرا الى وجود اثار اطلاق نار عن مسافة قريبة على الجثث الى جانب الاصابات بالقصف المدفعي. ونقل مسؤولون في الاممالمتحدة عن المراقبين الدوليين ان 108 اشخاص على الاقل قتلوا في الحولة بينهم 49 طفلا، اضافة الى حوالى 300 جريح. وسقط الضحايا خصوصا بشظايا قنابل او تمت تصفيتهم “عن مسافة قريبة”.من جانب اخر قال لافروف ان روسيا لا تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وانما خطة السلام التي اعدها مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان وتدعو القوى الغربية الى وقف جهود اسقاط النظام. واضاف لافروف “نحن لا ندعم الحكومة السورية، نحن ندعم خطة كوفي انان” مضيفا انه على القوى الغربية “العمل على تطبيق خطة كوفي انان وليس اسقاط النظام”.وقتل خمسة اشخاص في سوريا الاثنين، بينهم ثلاثة ضباط في انفجار عبوة ناسفة في حلب في شمال البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك غداة سقوط 87 قتيلا في اعمال عنف في انحاء مختلفة من البلاد الاحد، بينهم 34 في قصف على مدينة حماة (وسط). وقال المرصد في بيان “قتل ما لا يقل عن ثلاثة ضباط واصيب 19 عسكريا بجروح اثر تفجير عبوة ناسفة بحافلة كانت تقلهم على طريق مطار حلب”.كما افاد المرصد عن مقتل طفل يبلغ من العمر 14 عاما اثر اصابته برصاص قناص في حي الفارية في مدينة حماة، بحسب المرصد الذي قال ان مدنيا آخر قتل الاثنين ايضا في اطلاق رصاص في حي الخالدية في مدينة حمص.وكان المرصد اشار في وقت سابق الى ان القصف على حماة الاحد تسبب بمقتل 34 شخصا بينهم اكثر من سبعة اطفال وخمس نساء. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان اشتباكات عنيفة وقعت الاحد بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، تكثف على اثرها القصف على احياء عدة في المدينة.وبين القتلى في حمص، احصي اربعة منشقين. وقال ناشط لم يذكر اسمه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “نحن خائفون جدا الآن، لان قوات النظام تحيط بالمناطق التي تحصل فيها اشتباكات، ونخشى حصول هجوم جديد”واضاف “ان حماه مدينة اشباح اليوم. لا نعرف ماذا سيحصل. لم ننم ليلة امس بسبب اصوات اطلاق الرصاص والمعارك”. واشار الى ان القوات النظامية “لم تتمكن من دخول حمص حيث تواجد كثيف للثوار، فبدأت تستهدف الناس من دون تمييز بين مقاتلين ومدنيين”. وذكر المجلس الوطني السوري في بيان ليلا ان “القصف تسبب بموجة نزوح كبيرة”، مشيرا الى ان اعداد الجرحى كبيرة جدا، وان “هناك نداء استغاثة للتبرع بالدم ونقصا كبيرا في الخدمات الطبية الضرورية”.وحصدت اعمال عنف اخرى في حماة وفي مناطق اخرى من سوريا الاحد 53 قتيلا بينهم 23 عنصرا من القوات النظامية. وجاءت التطورات في حماة بالتزامن مع اجتماع طارئ عقده مجلس الامن الدولي لبحث الوضع في سوريا بعد مجزرة الحولة التي سقط فيها 108 قتلى بحسب الاممالمتحدة بينهم اكثر من ثلاثين طفلا دون العاشرة من العمر.ودان مجلس الامن المجزرة، مشيرا الى “سلسلة غارات من الدبابات والمدفعية الحكومية ضد حي سكني”، والى ان “هذا الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين ينتهك القوانين الدولية والتزامات الحكومة السورية”. ويلتقي الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء المبعوث الدولي المشترك كوفي انان المكلف بحل الازمة السورية المستمرة منذ 14 شهرا، بحسب مصدر رسمي. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان “المبعوث الدولي كوفي انان سيصل اليوم الاثنين الى دمشق وسيلتقي الرئيس يوم غد”. ومن المقرر ان يلتقي انان خلال زيارته وزير الخارجية السوري وليد المعلم وعددا من مسؤولي المنظمات الدولية. وهي الزيارة الثانية لانان الى دمشق منذ تعيينه موفدا للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا قبل ثلاثة اشهر. وقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المستقيل برهان غليون في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول الاحد “اذا فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تحت الفصل السابع لن يكون هناك من خيار امام الشعب السوري سوى تلبية نداء الواجب وخوض معركة التحرير والكرامة، معتمدا على قواته الذاتية وعلى الثوار المنتشرين في كافة انحاء الوطن وعلى كتائب الجيش الحر واصدقائه المخلصين”. وبعد ان استنكر المجزرة التي وقعت في الحولة قال غليون “اهيب بالشعب السوري العظيم والجيش السوري الحر الوقوف على اهبة الاستعداد لانه لم يعد هناك من وقت نضيعه”.واضاف “لم يعد لدى السوريين ما يخسرونه سوى اغلالهم ولن يتوقفوا عن مسيرتهم الظافرة سوى بعد الاعلان عن ولادة سوريا الديموقراطية الحرة السيدة الابية”. وكان المجلس الوطني دعا فجر السبت الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن لبحث الوضع في سوريا واتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع”.والمعروف ان الفصل السابع يتيح استخدام القوة “في حال حصل تهديد للسلام العالمي”. واعتبر غليون ان المجتمع الدولي “لا يزال مترددا وضعيف الارادة في حماية المدنيين السوريين والقيام بعمل جدي لوقف نزيف الدم، ووضع حد لجرائم النظام، وهذا اثر على عمل المجلس الوطني وعلى شعور الراي العام بان المجلس لا يلبي متطلبات الثورة كما كانوا يتوقعون”. وافاد مصدر دبلوماسي تركي ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو التقى الاحد غليون الذي دعا المجتمع الدولي الى التدخل “لوقف المجازر” في سوريا. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي نفى في وقت سابق الاحد “بشكل قاطع مسؤولية القوات الحكومية عن هذه المجزرة التي وقعت فى الحولة” ودان “باقصى العبارات هذه المجزرة الارهابية التي طالت ابناء سوريا بشكل اجرامي واضح المعالم”.