مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في مصر والمحدد له يوما الأربعاء والخميس المقبلين لم يحدد ثلث المجتمع المصري موقفه من المرشحين حتى الآن، والدليل على ذلك أن كيانات منظمة ثقيلة الوزن والتأثير، لم تتخذ موقفًا بالتأييد أو المعارضة لأي من المرشحين. وكانت الكنيسة الأرثوذكسية قد أعلنت أنها على مسافة واحدة من كل المرشحين، وأنها لا توصي الأقباط بمرشح بعينه، وعلى كل مواطن قبطي أن يعطي صوته لمن يشاء، كما أعلن اتحاد شباب الثورة أنه لا يؤيد مرشحًا بعينه، وأنه يطلق لأعضائه حرية الاختيار، نفس القرار اتخذه حزب غد الثورة بعد ثلاث جولات من التصويت الداخلي. نفس الموقف أعلنه في وقت سابق مجلس شورى علماء المسلمين، بعد اجتماع استمر 8 ساعات في مدينة 6 أكتوبر، كما صدرت بيانات مبهمة من المجلس الأعلى للصوفية يفيد أنه لا يؤيد مرشحًا بعينه، وأنه مازال يستمع إلى المرشحين، كذلك لم تعلن النقابات المستقلة عن موقفها حتى الآن، أما الأزهر فقد أعلن مبكرًا أنه على مسافة واحدة من كل المرشحين. من هذا المنظور تزداد التساؤلات في الشارع المصري حول من هو الأصلح لقيادة البلاد في المرحلة القادمة؟ وبالتدقيق في برامج المرشحين، خاصة وأن معظم برامج المرشحين تكاد أن تكون واحدة، وإن كانت أغلبها مجرد وعود فقط. حيث أكد المراقبون أن البرامج لا تكفي لتصنع رئيسًا أو مساعدة الناخب لاختيار الأصلح، فيجد نفسه في حيرة بين أشخاص وليس برامج حقيقية أغلبها مجرد وعود براقة، ومع اختلاف وسائل الدعاية من مرشح لآخر فستلاحظ أن عنصر المال هو المسيطر على دعاية المرشحين بعيدًا عن تقديم برنامج واضح يقنع الناخبين، فمنهم من لجأ إلى استخدام الأتوبيسات للتجول بين المحافظات والإعلان عن مرشحيها وتعليق البوسترات على السيارات الملاكي والتاكسيات. من جهته، قال الدكتور وجيه عفيفي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية «إن برامج المرشحين أغلبها جمل إنشائية وليست برامج مدروسة، لأنه عندما يتم وضع حل للمشكلة يجب أن يكون قد تمت دراستها وألا يكون الحديث عنها بشكل مرسل»، متسائلًا «كيف يتم الحديث عن رفع للأجور وحل للعشوائيات دون تقديم الموارد التي ستساعد علي حل مثل هذه المشكلات؟ لكي يقتنع الناخب بأن الوعود ستتحقق»، موضحًا أن وعود المرشحين لا ترقى لطموحات الشعب، حيث أنها غير قابلة للتنفيذ ويجب ألا ينخدع الشعب بمثل هذه الوعود المعسولة وعلى المرشحين أن يصارحوا الشعب بكل الحقائق حتى لا يصطدموا بالواقع، موضحًا أنه بالنظر لبرامج مرشحي الرئاسة تجدها متشابهة فالكل يتحدث عن تحقيق الازدهار وأهداف الثورة وكلها عبارات إنشائية وأغلبها بعيدة عن الواقع والمرشحون لم يوضحوا برامج العمل لتحقيق الهدف منها، مما جعل المواطن المصري يشعر بالحيرة والقلق على مستقبل البلاد خلال الفترة المقبلة. وأضاف عفيفي أن دعاية المرشحين تكشف عن نظرتهم للانتخابات كنوع من التجارة كما حدث من قبل بعض الجماعات بانتخابات الشعب والشورى ويسعون لاستخدام الكلمات البراقة لمخاطبة العواطف بعيدًا عن تقديم حلول عملية وعلمية مدروسة.