يربط البعض عدم وصول الإنشاد إلى نفس درجة الشهرة والجماهيرية للفنون الأخرى كالغناء والموسيقى، وغيرهما إلى نقص المسابقات الفنية القائدة على اكتشاف وصناعة نجوم جدد في هذا المجال، فما حقيقة هذا الربط؟ وكيف يتم عمل مثل هذه المسابقات في ظل نقص الرعاة الرسميين لها، وتعامل البعض مع المسابقات بشكل تجاري بحت؟ بداية أوضح المنشد عبدالمحسن السلطان أن هناك مسابقات كثيرة مهتمة بالمجال الإنشادي، ولكنها ليست واسعة الانتشار محليا وإقليميا لتحقق أهدافها كما ينبغي، ومن أهمها مسابقتي "منشد الشارقة" التي انتهت قبل فترة وجيزة، وأيضا مسابقة "صوتك واصل"، مشيرا إلى أن المسابقتين بمكن الحكم عليهما أنهما "مسابقات شبه عالمية " لكنها في نفس الوقت لا تحظى بالمتابعة المنشودة من قبل والمهتمين بمجال الإنشاد. ونوه إلى أن بعض هذه المسابقات كان لها صداها الواسع في معظم الدول العربية، وامتازت بنضج أفكارها لكن ظهر عليها الوهن نوعًا ما في الفترة الأخيرة، وقل تأثيرها عما كانت عليه سابقا. وبيّن السلطان أن نسبة كبيرة من المنشدين ليست لديهم فرصة المشاركة لظروف متعددة، كما على جميع المنشدين أن يعرفوا أن هناك مدارس فنية لتعليم الإنشاد، ومن خلالها يستطيع قياس مستواه الفني دون الرجوع لهذه المسابقات التي تساهم في إبرازهم، عليهم أن يضعوا أمام أعينهم أن المرء لن ينال الجد إلا بالاجتهاد والتوكل على الله والعمل برسالة النشيد. مقومات النجاح واستطرد السلطان بقوله:" علينا أن نعد مسابقة عالمية في مجال النشيد، يشارك فيها الجميع، ولابد أن ترعاها شركة ضخمة تتحمل المصاريف الناتجة عنها، كما لا بد من تكاتف الداعمين لها، و التعاون مع بعض القنوات الإنشادية لتوفير مقومات النجاح لها، وقبل ذلك .. لا بد أن تكون هناك دراسة دقيقة من قبل أساتذة هذا الفن من منشدين وملحنين وموزعين وأدباء من أجل إنجاح مسابقة عالمية بمعنى الكلمة". وقدم السلطان نصيحة لجميع المنشدين الذين لم يأخذوا حقهم كاملا بأنه يفترض كل منشد منهم أن عليه أن يصنع بنفسه أنشودة عالمية ذات لحن عال، وكلمات جادة، و أداء وتوزيع على مستوى عالٍ من أجل الظهور بشيء جديد يستطيع من خلالها إبراز نفسه، وقبل كل هذا عليهم عرضها على كبار المخرجين والإعلاميين لتظهر بالصورة الملائمة، ثم يتم عرض هذه الأنشودة على القنوات الإنشادية. إثبات وجود أما المنشد عبد السلام الفواز فيرى أن المسابقات الإنشادية أو ترشيح أفضل منشد من قبل لجان تحكيم محايدة موجود بالفعل سواء على نطاق السعودية أو على مستوى العالم العربي، وضرب مثالا لذلك بإقامة مسابقات إنشادية كبيرة مثل مسابقة منشد الشارقة المعروفة على مستوى العالم العربي، و ظهر فيها عدة نجوم أمثال "عبدالعزيز عبدالغني ومحمد الجبالي" ولهم أعمال مشهود لها بالنجاح حاليًا. وقال الفواز :" إذا أردنا في المستقبل القريب أن نجعل هذه المسابقات عالمية، ويعرفها الجميع ..علينا جميعا بذل مجهود ومضاعف، حتى نصل إلى عدة مجتمعات وثقافات مختلفة، من خلال الإعلام، وعمل حملة خاصة في كل دولة تناسب ثقافتها لأنها ستكون "صافرة البداية" لتحقيق ما يصبو إليه جميع عشاق هذا الفن". وأضاف متحسرًا: "مثل هذه المهرجانات لم تجرً من قبل على مستوى العالم إلا في المجال الموسيقي، فمثلا برنامج "سوبر ستار" برنامج عالمي والجميع سلط الضوء عليه.. لكن ما يميزه أنه عمل له دراسة دقيقة ومطولة من قبل مختصين ..وعلينا في السعودية أن نأخذ فكرة الدراسة ونكملها مع إضافة بعض التعديلات. مسؤولية المونتاج واختتم الفواز بالإشارة إلى أن المنشدين والمستمعين بانتظار الفرصة، وان الرابط الذي سيجمعهما هو (المنتج)، وأنه مع وجود منتجين يحترمون مسامع الناس ويهتمون بطاقات المنشدين ستكون هناك حركة فني كبيرة في هذا المجال. من جهته أوضح المتابع للساحة والناقد جهاد الخالدي أن المسابقات التي ينتظرها معظم المنشدين والمتابعين في حقيقة الأمر غائبة على مستوى الساحة، حيث انها بحاجة إلى تكاليف مادية طائلة إذا رغبوا في جعلها على المستوى العالمي، وقال :" في الفترة الأخيرة قامت عدة مسابقات، وكان من أبرزها مسابقة "شاعر المليون" والجميع يعرف أن هذه المسابقة قامت على فكرة التصويت من الجمهور، وساهمت نوعًا ما في تعويض التكاليف التي صرفت على المسابقة إن لم يكن هناك ربح مادي، وبعد فترة وجيزة من انتشار هذه المسابقة بكافة أنواعها ضعف الإقبال عليها، وتقلص عدد الجماهير المتابعين والمصوتين "الداعم الحقيقي" لهذه المسابقات بعد أن أدرك الجمهور أنها " لعبة تجارية". الداعم الرسمي ويعتقد الخالدي أنه لا نجاح لأي مسابقة دون راع رسمي لها، يقوم بدعمها ماديًا، ويغنيها عن اللجوء لفكرة التصويت والدعم المالي من الجمهور، فالراعي الرسمي والنزيه يجعل اللجان القائمة على المسابقة تعمل بثقة وجدية، وعندئذ سيكون هناك إقبال ومتابعة من الجمهور وتؤتي المسابقة ثمارها. ويشير إلى أن وسيلة الظهور للمنشد ليست بالأمر الصعب، وأن المنشد عندما يكون صاحب صوت جميل يتطلع إليه الجمهور ويصعد به إلى النجومية، خاصة وأننا نعيش الآن عصر الإنترنت والبلوتوث، وهاتان الوسيلتان هي أسهل دعاية للمنشد وربطه بالجمهور، كونها لا تفرض على الطرفين رسومًا مادية تكون فوق طاقة بعض المبتدئين .