من يتابع الساحة الإنشادية المحلية يلحظ غياب المهرجانات الإنشادية في الفترة الأخيرة، وهذا مما أصاب هذا المجال بركود ملحوظ، فالإنشاد لم يعد كسابق عهده، في قمة نشاطه وعنفوانه، بسبب ندرة المهرجانات في الفترة الأخيرة. لذلك سعى بعض المهتمين إلى إقامة مهرجان إنشادي دولي بمدينة جدة بحضور المنشدين العالميين من جميع البلدان، “الرسالة” حاولت معرفة بعض التفاصيل مع الأستاذ شادي زاهد المشرف على هذا المهرجان فكان الحوار التالي: هل واجهتم انتقادات على خلفية تداخل “الإنشاد والغناء” في مهرجان واحد؟ ليس هناك تداخل فالمهرجان هو مهرجان الإنشاء الدولي الأول وكل الأعمال التي ستقدم هي الإنشاء فقط. متى ستقام المهرجانات القادمة ومن سيحضرها؟ وفي أي دولة ستكون؟ المهرجان الأول سيقام في جدة، والثاني في القاهرة، والثالث في بيروت، والرابع في الجزائر، وسيكون الحضور من الفنانين والمنشدين إضافة إلى كبار الشخصيات والمثقفين وبعض الوزراء والإعلاميين. سيكون هناك العديد من الفنانين ففي جدة سيحضر الفنان محمد عبده ومسعود كرتيس ومحمد ثروت وماهر زين وغيرهم. ازدهار الإنشاد ما تقييمك للمشهد الإنشادي؟ وهل ترى أنه في صعود في الفترة الأخيرة؟ أم أن نسبة متابعيه قد خفت عن السنوات السابقة وما الأسباب؟ الإنشاد يعيش حاليًا أزهى فتراته وأصبح ينتشر من الشرق إلى الغرب سواء بين الفنانين العرب أو الأجانب. هناك فنانون دخلوا هذا المجال مؤخرًا وهناك آخرون استمروا فيه منذ سنوات طويلة أمثال وائل جسار ومحمد المازم. هل ترى أن الإنشاد بوضعه الحالي صار أقرب إلى الغناء؟ أبدًا. مسمى الغناء لا يتماشى مع الإنشاد فالغناء له أسلوبه من عزف وآلات موسيقية عديدة. أما الإنشاد فهو مجال مختلف كلية. بعض المنشدين يطرحوا أعمالًا تشابه الأغاني من حيث اللحن وغيره، دون معارضة من المغنين. هل ترى أن هذا يساعد في تطور النشيد أم العكس؟ أرى أنه يساهم أكثر في نشر النشيد ويستقطب جمهور الغناء، كما أن ذلك قد يبث الحماس في نفس المنشد ليقدم أعمالًا إنشادية أكثر. أسباب خارجية لماذا يخفق المنشد المحلي في المهرجانات الدولية؟ وخاصة في فترة الصيف التي تشهد كثير من الحفلات الإنشادية؟ لو كان هناك إخفاق فأرى أنه عائد للمنظمين الذي ربما لم يكونوا مستعدين جيدًا للمهرجان أو لم يقوموا بحملات دعائية وإعلامية على المستوى المطلوب، إضافة إلى عدم اختيار التوقيت المناسب لعمل المهرجان. بعض المنشدين يساهمون في إفشال حفلات الإنشاد التي تقام في حفلات الأفراح والمناسبات الأخرى، فما النصيحة التي تقدمها لهؤلاء؟ لا علاقة بين المنشدين ومن يحيون حفلات الزفاف، ولكل من هؤلاء طريقه المختلفة، ليست هناك زفة في النشيد لأنه فن قائم بذاته وله أصوله وأماكن عمل هؤلاء تختلف. دعم المنشدين بعض الشركات الغنائية تقتنص المنشدين الصاعدين، ألا يخشى أن يتسبب تركيز الشركات على الجوانب المادية في إضاعة هذه المواهب؟ بالعكس، فالمنشد إذا كانت وراءه شركة إنتاج فهذا من مصلحته إذا كان مبتدئًا، كما أنه يصب في مصلحة الإنشاد لينتشر أكثر بطريقة عملية. انتشرت في الفترة الأخيرة بعض المسميات مثل “منشد كول” و “منشد شعبي” وغيرها، مما دفع كثيرين للتساؤل عن هذه المسميات، هل تؤيد هذا الاتجاه؟ بصورة شخصية لا أؤيد أن تكون هناك مسميات من هذا النوع، ولكن على العموم لكل شخص وجهة نظر في هذه المسميات وإذا كانت في النهاية هدفها هو رفعة الإنشاد وتطوره فلا أرى فيها بأسًا. الإعلام الجديد اتجهت أعداد كبيرة من المنشدين لوضع أعمالهم على صفحاتهم الشخصية في موقع فيس بوك، هل ترى أن هذا الأسلوب ينصفهم ويضمن وصولهم إلى كل الفئات؟ موقع فيس بوك وسيلة من أفضل وسائل الإعلام الحديثة، ولكن هناك إعلانات وحملات ترويج ووكلاء أعمال خاصين بالمنشدين، لذلك على المنشد أن يعرف كيف يسوِّق نفسه عن طريق هذه الوسائل، وهنا صحف تهتم بالمنشدين مثل ملحق “الرسالة” الذي يدعم المنشدين وعبر هذه الساحة أتوجه لكم بالشكر الجزيل. رفض الاستغلال ارتفعت أسعار بعض الزفات الخاصة للعرسان بصورة كبيرة جدًا، فماذا تقول لمن يستغلون حاجة الزوجين؟ للأسف أصبحت تلك الظاهرة ملحوظة بشكل واضح، وأنصح العرسان إذا كانت الأسعار باهظة أن يلجأوا للزفات المسجلة في أسطوانات، كما أطالب من يستغلون الآخرين بالإقلاع عن ذلك وأن ينثروا الأفراح وسط العرسان، وبتخفيض الأسعار يمكنهم مضاعفة عدد عملائهم. يرى البعض أن النشيد الرومانسي قد يقود إلى “مداخل شيطانية” فماذا ترى؟ النشيد الرومانسي أقرب للقلب من غيره وليست له علاقة بالشياطين ومداخلها. تميز لا إفلاس هل صحيح أن الأناشيد الوطنية أصبحت قليلة في الفترة الأخيرة؟ وأين المنشدون منها؟ بالعكس فلا تمر علينا مناسبة وطنية إلا ويظهر عمل جديد ومعظم هذه الأعمال تكون من عمالقة الفنانين. هل ترى أن تكرار الأنشودة من قبل نفس المنشد أو من منشد آخر هو إشعار بالتميز؟ أم أنه إشهار بالإفلاس؟ الإفلاس كلمة كبيرة جدًا، فالمجال الإنشادي ما زال يعتبر في بدايته ورغم ذلك شكَّل منافسًا قويًا للغناء وهناك نجوم في الإنشاد سواء المنشدين أو كتَّاب النشيد، فأتوقع هو إشعار بالتميز.