تتجلى براعة الفنان التشكيلي ورسام الكاركاتير محمد الريس في تركيزه على رسم البورتريهات، مستندًا في ذلك إلى فلسفة ترى في الوجوه مرآة الشخصية في الإنسان، وأن جميع المشاعر قد تنعكس في ملامح الوجه، الأمر الذي دفعه إلى إيصال مشاعر الأشخاص عن طريق رسمها في لوحاته، ملتفتًا في الغالب إلى الملامح المميزة والحادة.. ولمّا كانت هذه الفلسفة هي التي تحرّك إبداع الفنان الريس، فإنه يركّز بوجه خاص على رسم العديد من البورتريهات لعدد من ملوك المملكة العربية السعودية؛ حيث قدّم في العام 2011م معرضًا كاملًا عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقد افتتحت ذلك المعرض صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالله، معتبرًا أن ذلك المعرض أقل واجب يقدمه الفنان لوطنه.. الريس تحدثت عن بداياته وسبب تركيزه على اللونين الأبيض والأسود في أعماله بقوله: بدأت رحلتي مع الفن في سن الخامسة عشر قبل ما يقارب العشر سنوات، وكان يغلب عليها الفن الكاريكاتيري، ومن ثم حاولت أن أطور نفسي في الفن التشكيلي أكثر، وشاركت في بعض المعارض، ولكن لم يكن حضوري كبيرًا في الساحة بسبب انشغالي بالدراسة؛ حيث قدمت معرضين شخصين، وكان المعرض الأول بمثابة بوابة الدخول لي إلى الساحة التشكيلية، أما الآخر فكان في جامعة الملك عبدالله، وكانت خطوة جيدة لعرض أعمالي في مجتمع يحتوي على مختلف الثقافات، وبإذن الله سيكون لي معارض أخرى عندما تحين الفرصة والوقت المناسب. أما فيما يخص تركيزي على اللونين الأبيض والأسود، فمرد ذلك إلى أن هذين اللونين من أصعب تقنيات الرسم، لأن الرسام يحاول أن يظهر ملامح الرسمة كاملة، وذلك باستخدام تدرج لونين فقط، ولهذا أرى أنه لا بد لكل فنان أن يجيد الرسم أولًا بالرصاص أو بالفحم أو الحبر حتى يتمكن من أدواته، ثم ينطلق بعد ذلك إلى مراحل أخرى، كما عليه أيضًا أن يثابر على عمله ويرسم مهما كانت الظروف سواء عرضت أعماله أم لم تعرض، فلكل عمل فني وقته المناسب.