المجاملة سلوك إنساني جميل، ومطلب حياتي رائج ومنتشر بيننا. وهي أيضًا أي المجاملة سلوك حياة للتواصل وبناء العلاقات الحميمة بين الناس، مهما كانت درجة ثقافتهم واقترابهم منها، ومن هنا يتحتم على الإنسان المجاملة حسب ما تقتضيه الحال ويتطلبه الظرف، ولكن هنالك مواقفٌ المجاملةُ فيها خط أحمر، كون ذلك يقتل التواصل وبناء العلاقة ويكون هشًا لا يقوى على تحمل أي عاصفة مهما كانت ضعيفة. أحيانًا تكون المجاملة مطلب مهم في مواقف معينة، وقد تكون وتصل المجاملة في أحايين أخرى إلى عدم المصداقية ولدرجة النفاق.! أهداني صديق عزيز رواية لأحد أصدقائه وهذه هي المرة الأولى التي يهديني فيها كتابًا إبداعيًا، وطلب مني أن أعطيه رأيي الانطباعي عنها بعد أن أطلع عليها وأقرأها، ولو كان شفهيًا وافقته رغبته.. قرأت الرواية بعناية شديدة وتذوق واستمتاع، وبعد فترة ليست طويلة ألتقيت بالصديق وسألني عن انطباعي عن الرواية التي أهداني إياها فقلت له: إنها وحسب تذوقي، فيها إبداع وتكنيك جاذب، وفيها صورًا وأحداث ذات عمق وتنم عن تمرس لكاتبها، ولكنني أعتقد أنها تقترب من السيرة الذاتية رغم ما بها من تكنيك روائي جميل، وبعد أن أستمع لانطباعي.. فجأة حدث تغير في سلوك الصديق وصدرت منه في نفس اللحظة ردة فعل سلبية، مما زاد من استغرابي، وقد ترتب على ذلك توتر في علاقتي به من جانب واحد..!! لم ..؟ لأنني لم أجامله في رواية صديقه المقرب منه بالرغم أنني أشدت بها، ولكن وسمي بأنها سيرة ذاتية أزعجه، حيث أن الرواية (السيرة) بها ما يخدش الذوق العام حسب تصوره.! [email protected]