قال صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث: إن هناك اعتقادا خاطئا عند بعض الدول بأن الدول المنتجة والمصدرة للبترول لا تهتم بمجال البيئة، وهذا في الواقع اعتقاد خاطئ، بل ان المملكة وهي أكبر دولة مصدرة للبترول تولي اهتمامًا كبيرًا بالبيئة والمحافظة عليها, مشيرا الى أن خادم الحرمين الشريفين اقترح إنشاء صندوق للأوبك لدراسة التأثيرات البيئية حيث ساهمت المملكة بثلاثمائة مليون دولار دعمًا للصندوق قبل أعوام قليلة، وذلك خلال المؤتمر السعودي الدولي لتقنية البيئة أمس الأحد والذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية برعاية خادم الحرمين الشريفين. وأوضح سموه أن صناعة البيئة بالصناعة الواعدة، مؤكدًا أن المملكة تهتم كثيرًا بالمحافظة على البيئة وتنمية مواردها الطبيعية، ونقل وتوطين تقنياتها في البلاد، مشيرا الى أن رعاية القيادة للمؤتمر يمثل اهتمام الدولة بالبيئة والمحافظة عليها. إثر ذلك بدأت فعاليات المؤتمر بعقد ثلاث جلسات تحدثت عن النفايات وتلوث التربة والمعالجة، وتضمنت خمس أوراق علمية، بينما الجلسة الثانية تناولت سبل تطوير التقنية من حيث التكلفة بشكل فاعل لإزالة منتجات المعمقات من نظام مياه الشرب وذلك من خلال آلية تشكيل المطهر من خلال الإنتاج في أنظمة شرب المياه في المجتمعات الصغيرة، وتشكيل المنتجات التي تشبه النفط عن طريق الانحلال الحراري المائي للإطارات المستهلكة والتالفة عند درجة حرارة من 150 على 400 درجة مئوية وطرق التخلص من نفايات الإطارات الخردة في مدافن النفايات مما يسبب مشاكل بيئية وصحية وما يعده الانحلال الحراري بمثابة وسيلة من الوسائل المفيدة لإعادة تدوير الإطارات الخردة. وتضمنت الجلسة الثانية النفايات وتلوث التربة والمعالجة وتحدث فيها عن تحويل بعض المخلفات الصلبة إلى مميزات عالية الكفاءة لتطبيقات معالجة المياه العادمة، وتم الإشارة من خلالها الى أن زيادة الأنشطة الصناعية وامتداد المحاصيل الزراعية سبب رئيسي في تجمع النفايات الصلبة التي إذا لم يتم إدارتها بشكل صحيح فسوف تسبب العديد من المشاكل البيئية، ودعت الجلسة إلى استخدام التحلل الحراري باعتباره حدى الطرق المستخدمة لاستعادة الطاقة والمادة من النفايات، وتحويل بعض المخلفات العضوية الصلبة لمواد ذات كفاءة امتيازية عالية للتطبيقات البيئية، كما تناولت الجلسة أيضا معالجة تلوث التربة وحماية النظم الايكولوجية، وتم الإيضاح من خلالها أن تلوث الرسوبيات والتربة يمكن أن تؤثر تأثيرًا ضارًا على النظم الايكولوجية التي تعد مهمة على الصعيدين الاقتصادي والبيولوجي. وفي الجلسة الثالثة تم التطرق إلى تلوث وجودة الهواء من خلال أربع أوراق علمية تناولت التقدم والتحديات في نمذجة الغبار والعواصف الغبارية والتي بينت أن الغبار في الغلاف الجوي ينتج عن طريق التعرية بفعل الرياح في المناطق القاحلة وشبه القاحلة عندما تتجاوز سرعة الرياح القيمة الحدية لإثارة الغبار، حيث تتحكم تداخلات سطح الأرض والغلاف الجوي بحدوث وكثافة انبعاثات الغبار، كذلك تم الحديث عن تقنيات التحكم وتقييم ومراقبة تلوث الهواء في المملكة نهج متكامل»، وأنه سيتم تحديد الرصد والتقييم والتحكم المتكامل لجودة الهواء والرصد الابتكاري المتعدد والنمذجة وقواعد بيانات وأدوات التحكم بالتلوث، إضافة إلى الأنماط المكانية والزمانية لتراكيز الجسيمات العالقة ذات الأقطار الأصغر من2.5 ميكرون في الولاياتالمتحدة، وتمت الإشارة إلى أن وكالة حماية البيئة الأمريكية ولجنة إدارة الأراضي الفيدرالية تقوم بتشغيل شبكات رصد كيميائية لمكونات تنوع الجسيمات الدقيقة وهي متشابهة من حيث التصميم ولكنها تعمل على أهداف مختلفة، حيث ان الشبكة تتألف من نحو 250 موقع رصد تقع معظمها في الضواحي والمناطق الحضارية. واختتمت هذه الجلسة بالحديث عن تقنيات التحكم في الانبعاثات الناجمة عن حركة المرور على الطرق في المملكة، والتي أوضحت أن المدن الكبرى في المملكة تنمو بسرعة بسبب الزيادة في أعداد السيارات، وللتحكم بهذه الانبعاثات لابد من استخدام تقنيات فاعلة كتقنية محلول ماء اليوريا للتخفيف من أكسيد النيتروجين والجسيمات العالقة المنبعثة من الحافلات والشاحنات التي تعمل بالديزل.