تعتبر أمراض الجهاز الهضمي من أكثر الأمراض الشائعة بين الناس، وتعد أمراض المعدة والاثنى عشر من أشهر هذه الأمراض، وهي ترتبط في معظم الأحيان بعادات الأكل السيئة والضغط العصبي وغيرها من الأسباب، ولكن أثبتت الأبحاث الحديثة وجود جرثومة تصيب الجدار المخاطي للمعدة والاثني عشر وتعتبر هي السبب الرئيسي للالتهابات وقرح المعدة والاثني عشر، حيث تصيب أكثر من نصف سكان العالم، بينما الغالبية العظمى من المصابين بها لا توجد لديهم أي أعراض. وجرثومة المعدة، والتي تعرف بالجرثومة الحلزونية (الهيليكوباكتر)، هي نوع من البكتيريا التي تم اكتشافها في العام 1983ه، وهي من النوع المقاوم للحموضة العالية الموجودة داخل المعدة، حيث تتحوصل بجدار المعدة بعد إفراز أنزيمات خاصة لحمايتها من درجة الحموضة العالية. وتقوم هذه البكتيريا بتكسير الجدار المخاطي للمعدة والاثني عشر، مسببة التهابات شديدة بالمعدة والاثنى عشر أو تقرحات وهي من الأسباب التي تؤدي إلى تكرار هذه الالتهابات، وتم تصنيف هذه الجرثومة بواسطة منظمة الصحة العالمية في 1994ه كأحد أسباب سرطان المعدة. أعراض الإصابة وحول تشخيص أعراض التهابات المعدة والاثنى عشر الناجمة عن الجرثومة الحلزونية يقول الدكتور نصر الدين محمد استشارى الأمراض الباطنة والجهاز الهضمى ان هناك علامات للإصابة منها وجود آلام مستمرة في المعدة والجزء العلوي من البطن والتي تزيد بتناول الطعام، وقد تسبب القيء المتكرر بعد تناول الطعام، وكذلك القيء الدموي، والحموضة العالية التي تتسبب بالتهاب المريء في حالة ارتجاع الحمض إلى الجزء السفلي من المريء، وهي تسبب حرقانًا شديدًا بالجزء العلوي من البطن والصدر، وأيضا سوء الهضم وفقدان الشهية ونقص الوزن نتيجة عدم إجراء منظار معدي وأخذ عينة من جدار المعدة وتحليلها بعد عمل صبغات معينة، وتحليل عينات التنفس الخاصة بالمريض بعد تناول مسحوق مخصوص يحتوي على مواد فعالة لاكتشاف الجرثومة ويتم التحليل بواسطة جهاز خاص وتصل دقة النتائج الى 98% وهي طريقة مأمونة وليس لها أي أعراض جانبية. طرق العلاج يتم علاج جرثومة المعدة بالعقاقير الطبية وبنسبة نجاح تصل إلى 100%، ويتم متابعة نتيجة العلاج بعمل اختبار آخر في نهاية الفترة التي يراها الطبيب لازمة لاستكمال العلاج. ويوضح الدكتور نصر الدين أن هناك علاجا يسمى العلاج الثلاثي ويشمل مثبطًا للمضخة البروتونية وهو يقلل إفراز الحامض بالمعدة وبذلك يعطي الفرصة لجدار المعدة للالتئام واستعادة خلاياه الدفاعية، كذلك وجد أن بعض هذه الأدوية له دور مباشر في القضاء على الجرثومة. يضاف إلى هذا العلاج اثنان من المضادات الحيوية يتم اختيارهما من بين ثلاثة مضادات تعتبر الأكثر استعمالًا للقضاء على الجرثومة الحلزونية ويعطي العلاج الثلاثي لفترة تتراوح ما بين 7 إلى 14 يومًا. ولكن بعد الانتهاء من العلاج الثلاثي للفترة المحددة واستكمال علاج ما نتج عن الإصابة بهذه الجرثومة بالمعدة أو الاثنى عشر يجب عمل اختبار للجرثومة عن طريق تحليل النفس أو البراز. أو تحليل الدم ولكن بعد انتهاء العلاج بفترة تتراوح من 4 إلى 6 شهور وهي الفترة اللازمة لاختفاء الأجسام المضادة. وفي حالة استمرارية وجود الجرثومة بعد العلاج (15%-20% من المرضى) يتم إعطاء العلاج مرة أخرى ويفضل استبدال أحد المضادات الحيوية وإطالة زمن العلاج. الجديد فى التشخيص هناك اختبار حديث يسمى اختبار “إتش بي السريع” وهو جهاز يعتمد على فحص الجرثومة عن طريق نفس المريض من خلال أنبوب يوضع على الأنف وبه شاشة تعطي إرشادات الفحص للمريض يتبعها بنفسه وبعد حوالى 10 دقائق يعطي الجهاز قراءة للنتيجة أوتوماتيكيًا. ويعتبر هذا الجهاز سهل الاستعمال ولا يحتاج لاستعمال مواد مشعة ويعطي نتائج بنسبة فوق 99% ويمكن استخدامه في تشخيص الجرثومة الحلزونية وكذلك متابعة ما بعد العلاج للتأكد من القضاء على الجرثومة. وقد أوجدت بعض الدراسات والأبحاث علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين الجرثومة الحلزونية وبعض الأمراض مثل الأرتيكاريا المزمنة، وأنيميا نقص الحديد المجهولة الأسباب، ونقص الصفائح الدموية وبعض حالات قصور الشريان التاجي وتصلب الشرايين وغيرها. ويعتقد أن هذه الجرثومة تفرز مواد أو بروتينات معينة لها دور في الإصابة بهذه الأمراض.