تتوقع منظمة الصحة العالمية أنه بحلول العام 2030م سيزداد عدد حالات الإصابة بالخرف إلى أكثر من 65 مليون حالة ارتفاعا من 35 مليون حالة في عام 2010م، وسيتضاعف هذا العدد 3 مرات بحلول العام 2050 ليبلغ 115 مليون حالة حول العالم. ويُعتبر مرض الزهايمر السبب الأكثر شيوعا للخرف، إذ يتسبب في حوالي 70% من الحالات. ومن المتوقع كذلك أن ترتفع نسبة المصابين في الدول النامية إلى أكثر من 70% مقارنة بنسبة 58% حاليا. وفي الولاياتالمتحدة وحدها اليوم أكثر من 5 ملايين مصاب بالزهايمر، يكلف علاجهم أكثر من 180 مليار دولار سنويا. وهذا العدد سيتجاوز 14 مليون شخص بحلول العام 2050م. وفي بلادنا تتزايد هذه الحالات باستمرار، وفي أحيان كثيرة تصيب البعض وهم في سن دون المعدل العالمي، أي في الستينات من العمر. وفي بلادنا أيضا يلقى كثير من المصابين بهذا المرض وجه ربهم صابرين محتسبين، وهم لا يملكون حولا ولا قوة، فالعلاج المناسب غير متاح بما يكفي، بل إن غيرهم من المصابين بأمراض أخف لا يكادون يجدون علاجا في المستشفيات الحكومية من شدة الضغوط التي تواجهها، ولسوء أحوال بعضها خاصة في مدن الأطراف البعيدة عن الإمكانات البشرية والمادية الجيدة. وتلك ليست معلومة حديثة ولا اكتشافا جديدا. وأما العلاج في المستشفيات الخاصة، فمطلب عسير وبلوغه لمعظم الناس أقرب إلى المستحيل. وهؤلاء الكبار الذين تتناوشهم الأمراض جديرون بالرعاية الصحية المناسبة، فهم أمانة في أعناقنا جميعا، وفي عنق المسؤول بصورة أغلظ وأشد. إنها آصرة الدين أولا، ثم ميثاق المواطنة ثانيا. هؤلاء خدموا بلادهم وهم في قمة النشاط والشباب والحيوية، وخدموها حتى تقدم بهم العمر ووهن منهم العظم. ولو طُلب منها أن يفدوها بأرواحهم لفدوها، ولما ترددوا أبدا. ولذا ليس أقل من رد الجميل لهم وإظهار العناية بهم عندما يكونون في أمس الحاجة إليها، والنسبة البالغة منهم لا يكادون يوفون بمتطلبات حياتهم اليومية، فالمال الذي يجود به التقاعد أيا كان قليل مهما كثر. هذه همسة في أذن المجتمع، وفي ضمير المسؤول فلعلّ وعسى. [email protected]