نام عمر بلا حراسة تحت الشجرة؛ لأنه خوّف الفجرة، عدل في الرعية فنام في البرية. كان في التاريخ درة؛ لأن له درة فلله درّه.  الكعبة، وحبة القلب، وإنسان العين، كلها سود، فلا عاش الحسود. يروق لي منظر البيت العتيق إذا بدا لطرفي في الإصباح والطفل كأن حلته السوداء قد نسجت من حبة القلب أو من أسود المقل أسامة بن زيد: أسود، وأبو لهب: أبيض، و(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) (آل عمران: من الآية 106) يبيض الأول، ويسود الثاني؛ لأن بياض أبي لهب بهرجاني.  (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (السجدة:16)، في الليل إشفاق وفي النهار إنفاق! النوم لذيذ، ولكن الخوف أطاره، وبعض العباد كان يتمنّى أن يطول الليل: طاول بها الليل ضن الجفن أو سمحا وما طل النجم مال النجم أو جنحا فإن تشكت فعللها المجرة من ضوء الصباح وعدها بالقدوم ضحا أسرار القرآن تبوح في الليل، والخوف والرجا يتسابقان في الدجى.  في صحيح مسلم أن عائشة سُئلت: متى يقوم الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟ قالت: كان إذا سمع الصارخ وثب، تقول: وثب ولم تقل: قام، وأنت عربي تعرف معنى (وثب)، والصارخ هو الديك. يصوت ديك الحي من حر ما بنا ويرثي لنا القمري ويبكي لنا الحجل إذا ما بكتك الطير فأعلم بأنه تقارب منك العمر بل زارك الأجل يقول عليه الصلاة والسلام، في الصحيح: (نعم عبدالله، لو كان يقوم من الليل) ، فكان عبدالله لا ينام من الليل إلاّ قليلاً. إذا لم تصبر للسهر، فركعتان عند السحر: (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ) (النساء: من الآية 25). نحن نتحدث عن الربح، وقد وقع النقص في رأس المال. لأن من لم يحضر الفجر جماعة لا يرشح لطاعة. طالب الأمة بالفرائض، قبل النوافل، أمّا قيام الليل فلذاك الرعيل، والخيل المضمرة تسبق التي لم تضمر. دعنا من التشبيه بالسلف الأولى قاموا الدجى وتقطعوا في المعترك  يقول شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي: عرضت على السيف خمس مرات، لا يقال لي: اترك مذهبك، بل يُقال: لا تتعرض للمذاهب، فقلت: لا. قلنا: أمّا أنت فما سمعنا بمثلك، وما عندنا إلاّ هروي واحد، وما سميت شيخ الإسلام إلاّ بعد تعب. قالوا لتلميذ الأنصاري هذا قبل أن يقتل: قل لا إله إلا الله، فقال: إن شيخي قال لي: إن الدابة لا تسمن في أسفل العقبة، وصدق الأنصاري، تريد أن تتعامل بالربا، فإذا حشرجت النفس تبت. تتهاون في الصلاة، فإذا حانت الوفاة أذنّت. (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس:90- 91) . أترجو أن تكون وأنت شيخ كما قد كنت في عصر الشباب لقد كذبتك نفسك ليس ثوب جديد كالخليق من الثياب