بصوت شاحب ونحيب البكاء استقبلت مديرة مجمع عيار الابتدائية والمتوسطة والثانوية للبنات بالليث تهاني الفهمي اتصال «المدينة» وبعد برهة من الصمت ردت بصوت متقطع يصاحبه نحيب البكاء على فقدان زميلتيها نهلة الجابري وزين الحضرمي وقالت: إنها مصدومة من المصاب الجلل الذي نزل عليها وعلى زميلاتها بالمدرسة كالصاعقة وتحتاج لوقت حتى تستعيد نفسها وتفوق من صدمتها لتتحدث عن الفقيدتين.. ثم اردفت قائلة: لقد فقدت أختين قبل ان تكونا زمليتين جمعتني بهما الزمالة والصداقة وأصبحنا في المدرسة أخوات بل أكثر من ذلك.. علاقة أخت وعن علاقتها بزميلتيها المتوفيتين قالت: علاقتي بهما علاقة الاخت باخواتها فالمعلمة نهلة رحمها الله تعمل بالمدرسة منذ ست سنوات وكانت تنتظر النقل في كل عام حتى تم لها هذا العام وأعلن اسمها ضمن المنقولات الى مكةالمكرمة العام القادم وكانت فرحة بالنقل الذي تحقق لها بعد ثمانية أعوام.. وأضافت أن المعلمة نهلة الجابري قريبة إلى نفسي ذات رؤى وأفكار نيرة فهي معلمة اللغة الانجليزية في المجمع ومحبوبة من المعلمات والطالبات ومتميزة في عملها حتى أنها حصلت على أعلى درجات الاداء الوظيفي في المدرسة للعام الحالي والعام الماضي فقد حصلت في العام الماضي على درجة 98 وفي هذا العام حصلت على 97.5 كأعلى معلمة من حيث الأداء، وكذلك الحال علاقتي بالزميلة زين رحمها الله. كانت متغيرة وأضافت تهاني الفهمي: لاحظت وزميلاتي منذ نحو ثلاثة أسابيع تغيرًا على المعلمة نهلة فقد كانت بشوشة ومبتسمة لكنها تغيرت علينا واصبحت تميل إلى الانطواء وسألتها يوم الثلاثاء وسألتها الزميلات عن سر التغير والاكتئاب لكنها لم ترد علي إلا بالصمت. «زين» ودعتنا ببشاشة زين الحضرمي رحمها الله هي الأخرى معلمة فاضلة وزميلة عزيزة واشتهرت بيننا بوجهها البشوش دائمًا ويوم الثلاثاء ودعتنا عند الانصراف وهي تناظرنا واحدة واحدة وكأنها نظرات مودع وكانت تبتسم كعادتها كلما جاءت نظرتها نحو زميلة. واضافت مديرة المدرسة: كنت أسمع معاناة من زميلاتي المعلمات معاناة الذهاب والإياب فهن يذهبن من مساكنهن منذ الساعة الثالثة فجرًا ولا يعدن إلا الساعة الخامسة عصرا فهذه المعاناة يرددنها كلما جلسنا وتبادلنا أطراف الحديث. وقالت: إن المجمع مكون من 185 طالبة في المراحل الثلاث و34 معلمة.