كشفت جولة للمدينة في أحياء المعابدة والمنصور بمكةالمكرمة عن انتشار كبير للعمالة السائية امام محلات السباكة والنجارة والأدوات الكهربائية دون رقيب ولا حسيب ، فيما طالب مواطنون بشركات متخصصة للقضاء على تبعات الاستعانة بهذه العمالة التي لا يمكن العودة إليها عند وقوع خطأ في التنفيذ. وقال ناصر أحمد الجبري يمني الجنسية إنه دخل للمملكة عن طريق التهريب على الأقدام لمدة شهر وعند وصوله إلى مكةالمكرمة تعرف على بعض من بني جنسه وعمل معهم لفترة وجيزة وبعد ذلك استقل بعمله لوحده وعند سؤالنا له عن عمله قال: أعمل مبلط أرضيات، وأحصل يوميًا على 150 ريالا، وفي بعض الأحيان 100 ريال، وله في المملكة سبع سنوات، أما محمد صلاح صالح يمني أيضا قال: إنه يعمل عامل بناء ويحصل على 150 ريالاً في اليوم وله ثلاث سنوات ونصف، ويتعرضون للتهديد من صاحب العمل بطلب الجوازات وبخسهم حقهم وفي بعض الأحيان يقوم صاحب العمل بطردهم دون أن يعطيهم نقود بحجة أن عملهم غير صحيح حتى يتهرب من دفع المال. أما ساجد الباكستاني يقول: دخلت المملكة بتأشيرة عمل ودفعت ما يقارب (25000) ريال وعند وصولي إلى مطار جدة ذهبت إلى مكة وهنا طلب كفيلي إعطاءه بعض المال مقابل التأشيرة والإقامة ولكني رفضت وأحصل في اليوم على (160) ريالا، وفي بعض الأحيان ( 90) ريالا، ولى ثلاث سنوات ونصف ولا يوجد لدي مشاكل سوى بعض المضايقات من بعض العمال عندما يكون العمل قليل ، ونخشى مطاردة الجوازات ، كما نجد صعوبة في دخول المستشفيات لعدم وجود هوية معي. أما أبو أحمد من جنسية عربية رفض إعطاءنا اسمه الصريح فيقول: دخلت إلى المملكة بتأشيرة عامل وعملت لدى الكفيل لفترة بسيطة وبعد مضي عام طلب مبلغًا من المال وعندما رفضت امتنع عن تجديد الاقامة وهربت من عنده لأعمل حرًا مقابل ( 100) ريال في اليوم وفي بعض الأحيان ( 70- 50 ) ولى الآن أربع سنوات وشهران، والمشاكل التي تواجهنا من الجوازات عند مطاردتها لنا والمستشفيات التي لا تستقبل الحالات المريضة بدون إقامة. واتفق مواطنون على أهمية قيام شركات متخصصة لتأجير العمالة بالساعة وبشكل يومي كمظلة آمنة تضمن حقوق الجميع، وقال المواطنان حسن الحكم ومحمد الغامدي مشكلتنا مع مؤسسات المقاولات في المشروعات الكبرى عدم قبولهم بالاعمال البسيطة. ويرجع فيصل السيالي الاستعانة بهذه العمالة الى الرخص وسهولة إحضار العامل. ويضيف: أنّ المؤسسات تأخذ وقتًا أكبر من حيث الإجراءات، وتطلب بعض الأوراق من أجل إرسال العمال وفي بعض الأحيان يكون العمل بسيط لا يحتاج إلى كل هذه الإجراءات. من جهته أشار المقدم محمد الحسين الناطق الإعلامي لجوازات العاصمة المقدسة إلى وجود خطط أمنية لتعقب المخالفين لنظام الإقامة والمتخلفين، بعضها معد مسبقا وبعضها وقتي. وأشار إلى حملات للدوريات الأمنية وأخرى للجوازات مع مختلف الجهات سواء أمنية أو خدمية للقبض على المخالفين وإحالتهم للجهات المختصة لتطبيق الخصائص الحيوية (البصمات)، ومن ثم يحالوا للجنة الإدارية فإذا كانوا مخالفين وعليهم قضية يتم إحالتهم إلى الجهة المختصة وإذا لم يكن عليهم شيء يتم ترحيلهم.