قتل تسعة أشخاص بينهم أفراد من قوات الامن في تفجير انتحاري قرب مسجد في دمشق امس فيما يمثل ضربة جديدة لوقف اطلاق النار الهش الذي تدعمه الاممالمتحدة بين الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة المسلحة التي تسعى إلى الاطاحة به.ووقع الانفجار مع خروج المصلين من جامع زين العابدين الذي كان يخضع لإجراءات أمن مشددة لكونه نقطة انطلاق للاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بعد صلاة الجمعة اسبوعيا.وقال ساكن تحدث مع مسؤولين امنيين بالموقع إنهم ذكروا ان رجلا يرتدي ملابس عسكرية كان يسير نحو المنطقة قادما من شارع قريب وعندما توجه إليه بعض الجنود فجر سترة ناسفة.واضاف أن كثيرا من الأشلاء البشرية التي تناثرت على الرصيف كانت لأفراد يرتدون ملابس عسكرية خضراء.ولم تعلن اي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم. وحول الانفجار الذي استهدف حي الميدان بالعاصمة دمشق، أشار عضو المكتب التنفيذي للأمانة العامة بالمجلس الوطني السوري جورج صبرا، إلى أنه من مسؤولية النظام السوري، وعزا ذلك إلى أن تلك الانفجارات تحدث صباح كل جمعة خاصة أمام المساجد والساحات الكبرى كونها مكاناً لتجمع المتظاهرين المناهضين لحكم بشار. وأضاف صبرا "نحن في المجلس الوطني السوري ندين ونستنكر هذه التفجيرات مهما كانت الجهة التي تقف وراءها، لأن الضحايا الذين يتساقطون دائماً هم الأبرياء من الشعب السوري". وقالت وزارة الداخلية في بيان اذاعه التلفزيون الحكومي ان 26 شخصا اصيبوا في الانفجار الذي كان واحدا من عدة انفجارات وقعت امس الجمعة.وقال ناشط مناهض للأسد عبر الهاتف "كنا نحاول الذهاب لأداء الصلاة بالمنطقة لكنهم منعونا عند نقطة تفتيش. الأمن لم يسمح لنا بالذهاب لأن هناك احتجاجات دائما."وأضاف "بعد ذلك سمعنا دوي الانفجار. كان عاليا ثم مرت سيارات الاسعاف بسرعة من أمامنا.. رأيت أشلاء على الأرض وتحطمت واجهة مطعم. وكان الناس يصرخون."وفي وقت سابق سمع صوت انفجار كبير في حي الصناعة بالعاصمة قرب مرآب تستخدمه حافلات حكومية وميليشيا الشبيحة الموالية للأسد والتى تعمل على منع المظاهرات. وقال أصحاب متاجر إن النار اشتعلت في سيارة ولم يصب سوى السائق فقط.وتحدثت وسائل إعلام حكومية عن وقوع ثلاثة انفجارات أخرى اصغر في دمشق أصيب فيها أربعة اشخاص وقالت إن خمسة من رجال الشرطة أصيبوا في انفجارين في مدينة طرطوس الساحلية.وتقول الأممالمتحدة إن قوات الامن السورية قتلت اكثر من تسعة آلاف شخص على الاقل في الصراع. وتقول دمشق أن المعارضين قتلوا 2600 من أفراد الامن. وقال ناشط في حي الميدان عرف نفسه باسم مار رام "نسمع الكثير من الانفجارات في دمشق في الاونة الاخيرة... يبدو أن (المعارضين) وقوات الاسد بدأوا في الاشتباك داخل دمشق أيضا." الى ذلك وصل عدد القتلى السوريين برصاص قوات نظام الأسد إلى 550 قتيلاً، منذ أن بدأت مهمة المراقبين الدوليين عملها في سوريا منذ أسبوعين، لتنفيذ مبادرة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان، المكونة من ست نقاط، أهمها وقف إراقة الدماء.وفي هذا الصدد، قال جورج صبرا، عضو المكتب التنفيذي للأمانة العامة بالمجلس الوطني السوري، إن مبادرة المبعوث الأممي والعربي كوفي انان لوضع حد للعنف المتصاعد في سوريا،لم يجنِ ثمارها الشعب السوري بل على النقيض من ذلك زادت وتيرة القتل والتهجير وارتكبت العديد من المجازر، ولعل آخرها مذبحة مشاع الطيار في مدينة حماة التي استخدمت فيها صواريخ "سكود" .