اتفق مع الشاعر خلف مشعان بأن ( ضحايا هالتطور كثيرين ) واختلف معه بأن (العم نور الدين آخر ضحية ) فليس لضحايا التطور نهاية ،فكلما تطورت التقنية زاد عددهم ، وضحايا التطور هم فقط من يسيء استخدامها ( وياكثرهم) ، سواء كانوا كباراً أم صغاراً ، ولعل الكبير يعي ويعرف ما يضره وما ينفعه، ولكن المشكلة في الأطفال وعدم إدراكهم لما يضرهم ،وللأسف أن من الآباء والأمهات من يساهم في جلب هذا الضرر بشكل مباشر. ومن هذا التطور ماهو حاصل في مجال الألعاب الألكترونية، وخاصة بعد انتشارها بكثرة ،في الأجهزة الكفية واللوحية ،وذلك لسهولة حملها،واستخدامها، كما أنها اصبحت مظهراً من مظاهر الترف و ( الفشخرة ) . انتشرت هذه الأجهزة بيد الأطفال بشكل ملفت ، حتى أن بعض الصغار ، قد يستغني عن الرضاعة بسببها ، وقد شاهدت اطفالاً بعمر الثلاث سنوات ،قد تقلدوا أجهزة كفية ،وهذا خلل في التربية ،ودليل على رضوخ الآباء والأمهات لرغبات الصغار ، فمن وجهة نظرهم أنها تلهيهم وتشغلهم عن الخروج للشارع ،وتريحهم من إزعاجهم في المنزل ، ولم يفكروا في عواقب هذه الأجهزة والألعاب ،وضررها على الطفل ، فبداية من تأثيرها على نظر الطفل الذي ( يبحلق ) بشاشة الجهاز طوال وقته ،وانحنائه الذي يسبب مشاكل في العمود الفقري والرقبة ، كما أنها قد تؤثر في تكوين شخصية الطفل ،بحيث تحوله إلى طفل انطوائي عنيف ، مصاب بالبلادة يعني ( مفهي)، وتورثه السمنة فلاعجب ،فقد عوّدته على الكسل والخمول ، فقد كان الأطفال إذا اجتمعوا (قربعوا ) الدنيا ، والآن بيد كل واحد منهم جهاز قد استحوذ على جميع حواسه ، ونقله من عالمه الواقعي إلى العالم الافتراضي ، بما فيه من متعة وتشويق ومساوئ ، حتى وإن كانت هذه الألعاب تعليمية وتثقيفية وألعاب ذكاء . وبما أن الطفل من طبعه الاستكشاف فقد يقوده ذلك إلى الانزلاق في البرامج الخادشة للحياء التي تتوفر في متجر تلك الأجهزة ، خاصة أن اغلب الأطفال يعرف كيفية إنزالها. ليس المنع بالكلية حلاً ، فهذا زمن التقنية ،وهؤلاء اطفال الديجيتال ، وهو وقتهم وزمانهم ، ولكن لا يترك الحبل على الغارب ،بل لابد من وضع قيود صارمة للاستخدام وتحديد أوقات محددة ،وتفعيل دور الأسرة بماهو مفيد للطفل.