يبقى للكتاب مذاقه الخاص أثناء القراءة على ملمس الصفحات، وتقليب ثنيات الورق حيث يستمتع الأطفال بالقراءة والقصص السردية ومشاهدة ألوان الصفحات المزينة برسومات الصغار وتفاصيلهم البريئة، فيما تجذب الكلمات والصور الملونة على صفحات الكتب والقصص التي صممت بقالب عصري جميل الأطفال إلى القراءة، وتحرك لديهم الرغبة في ممارسة هذه الهواية الجميلة واكتشاف العالم عبر نافذة المطالعة. وعوضا عن ذلك، أصبحت القراءة مهملة تواجه خطر التقنيات الحديثة بحكم التطور الإلكتروني وانتشار التكنولوجيا الجديدة وتعدد استخداماتها ومصادرها، وما تحمله من تسهيلات كعوامل جذب تعزز ارتباط الصغار بأجهزة الحاسب الكفيّة ك(الآيباد والآيفون وألعاب الكمبيوتر والبلايستيشن واستخدام أجهزة البلاك بيري والألعاب الالكترونية عبر الانترنت). وتعطل لديهم مدارك التفكير وتشل التركيز وتؤثر في السلوك والمخرجات. ويزيد انتشار استخدام التكنولوجيا الحديثة وسهولة استخدامها -من جانب الأطفال- من المخاطر حول التأثيرات الصحية والحالة العقلية والنفسية جراء استخدام الأجهزة الإلكترونية، بالإضافة إلى التأثيرات الدراسية والضعف التحصيلي للطلاب جراء المكوث المتواصل على مدار الساعة أمام هذه الأجهزة. وفي هذا الصدد، يؤكد عدد من أخصائيي علم الاجتماع على أهمية دور الأسرة في تعزيز حب المطالعة لدى أبنائهم وتحفيزهم وتدريبهم على أساسيات القراءة والاهتمام بالمعنى العام للقصة أو الكتاب. ومن الضروري أن يكون هناك توازن في الاستخدام يحافظ على سلامة الطفل، ويحمي حاجته الثقافية من الانتهاك أو الاستغلال. من جانب آخر، فالقراءة تعمل على فتح المدارك العقلية وتطوير المهارات والقدرات وإكساب الأطفال الخبرات الفردية والحياتية. إذ تعمل القراءة على تقويم سلوكهم وإعلاء روح المسؤولية لديهم، وتكوين رصيد لغوي قوي من المفردات والعبارات. وفي ظل الثورة الإلكترونية وانتشار التكنولوجيا من الصعب منع الأطفال من استخدام الأجهزة الحديثة والاستفادة من فوائدها خوفا من المخاطر، بل يجب الحرص على المراقبة الأسرية وعدم ترك الطفل أمام جهاز الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأخرى لساعات طويلة وتوعيتهم بالمخاطر واتباع الطرق الصحيحة في الاستخدام وتقديم البدائل المفيدة لحاجة الطفل.