«لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع» مقولة ربما تنطبق على الكثير من المنتجات المطروحة في الاسواق، ولكنها ربما تكون أكثر دقة في سوق الستائر والمفروشات في جدة، فهي أول ما يتبادر إلى الذهن في حال تجول المستهلك في سوق محلات بيع أقمشة الستائر والذي يلاحظ التباين الواضح في الاشكال والأسعار، وكذلك اختيارات المستهلك، فالاسعار تبدأ من 8 ريالات للمتر، فيما تصل تكلفة الستارة الواحدة كاملة بكافة محتوياتها ل20 ألف ريال. وتسيطر الموديلات الجديدة من الأقمشة المطعمة بالكريستال، ونوعية المخمل على رغبات المستهلكين، وكذلك منافذ البيع لما تتميز به من أشكال، وأصناف متعددة، شكلت اقتحاما لمنازل المواطنين من خلال نوافذ البيوت. وكان ل»المدينة» جولة في سوق بيع أقمشة الستائر لقياس اتجاهات الزبائن في هذا السوق المتباين. بداية يقول سيزار «بائع بإحدى محلات بيع أقمشة الستائر» المعروفة والتي يقبل عليها الناس لجودة بضائعها وتوسط أسعارها مقارنة مع غيرها: يركز أغلب الزبائن على البضائع ذات الصناعة التركية لمعرفة العديد من الناس أن جودة هذه الصناعة تؤهلها للتحمل على مدى سنوات طويلة في حال عدم تغييرها, إضافة إلى ثبات ألوانها وعدم تغييرها وملاءمة أسعارها للجميع مع العلم أنها ليست برخيصة فسعر المتر منها يصل إلى 100 ريال, ولكن إقبال الناس عليها ثابت ولابد من توفر البضائع التركية بأسعار متفاوتة في المحل بل وأيضا هي أغلب ما يتوفر لدينا. أما عن الأقمشة الصينية فهي التي عرفت برخص أسعارها وانخفاض جودتها فقد تبلغ قيمة المتر الواحد منها 8 ريالات ولكن مهما رخص سعرها فهي لا تسحب البساط أبدا من الصناعات الأخرى التي عرفت بجودتها على مدى سنوات. أما عن أشهر الموضات لهذه السنة فيقول: أشهر ما انتشر لهذه السنة المخمل والذي يحتل الصدارة يليه الجيكار وبقيت موضات عرفت من الماضي ولكن تطورت ولم تندثر مثل موضة البراقع العلوية للستائر, أما عن انتشار بعض الأسماء ذات الماركات العالمية فالسبب الرئيسي وراء ركض الناس وراءها رغم ارتفاع أسعارها التي تصل إلى 20 ألف ريال للستارة الواحدة هو أن المعظم يحب شراء الاسم وامتلاك بضائعه فقط لا غير إضافة إلى أن هذه الأسعار تناسب شريحة معينة وقليلة من المستهلكين أما نحن فنبيع للسواد الأعظم من المستهلكين. وينضم يوسف بائع آخر في إحدى محلات بيع أقمشة الستائر بقوله: الأقمشة الصينية منخفضة التكاليف ولكن لا يمكن أن تماثل الأقمشة التي تعارف الناس على جودتها ومتانتها وتحملها على المدى الطويل كالأقمشة السورية والتركية, فالأقمشة الصينية يعتبر من المستحيل أن تجد من بينها ما يتحمل ظروف مناخات مختلفة خاصة أنه إذا انخفض سعرها انخفضت جودتها وليس ما ينتشر بين الناس أنها رخيصة ويمكن أن تتحمل, فألوانها قابلة جدا للبهتان. وأخيرا يذكر بائع في إحدى أشهر المحلات التي تشتهر باسمها وتنوع بضائعها: ما ينتشر انتشارا قويا هذه السنة هي الأنواع والألوان المتعددة للمخمل والتي يقبل عليها العديد من شرائح المجتمع حيث تبدأ أسعارها من 50 ريالا وتصل إلى 700 ريال للمتر الواحد, ويتزايد الإقبال وبشكل واسع يصل إلى سنوات عدة على الصناعات الايطالية والتركية والاسباني يعتبر الأكثر طلبا إضافة إلى الحراير البلجيكية. ومن خلال جولة «المدينة» في أسواق بيع أقمشة الستائر لوحظ ان هناك أنواعا من الستائر تنتشر لاعتبارها نوعا من أنواع «التحف» والتي تتصف بتطريزها اليدوي وبخامات مرتفعة التكاليف مثل أسلاك الفضة على سبيل المثال, فهذا النوع من أنواع الستائر تصل قيمة الستارة الواحدة والتي تباع بالقطعة لا بالمتر إلى 30 ألف ريال للستارة الواحدة, إضافة إلى الانتشار الإعلاني الواسع للأسماء والماركات المعروفة والتي تصل أسعارها إلى 20 ألف ريال والتي تتميز باحتوائها على أنواع من الكريستال الأصلي والملفت للنظر.