ترى من ينافس على حب الأم لأبنائها، أو بر الأبناء بأمهم.. فصلت المحكمة العامة بين شقيقين اختصما في رعاية والدتهما المسنة حيث تقدم الشقيق الأصغر بدعوى ضد شقيقه الأكبر (75 عاما) الذى يتولى رعاية والدتهما منذ سنوات، وتعيش معه رغم تقدمه فى السن وما يعانيه من أمراض ليبرها.. وكان الأخ الأصغر يطالبه بأن يترك أمهما عنده لكنه كان يرفض دائما، ويقول إنها ستبقى عندى حتى أكسب برها طالما أنا حي .. فما كان من الشقيق الأصغر إلا أن رفع قضية للمحكمة يطالب بالفصل بينهما، وحددت المحكمة موعدا للجلسة أمام القاضي بحضور والدتهما المسنة.. سأل القاضى الأم ماذا يمثل لك أولادك؟ أجابت الأم ودموعها تذرف: الأكبر يمثل عيني اليمنى والأصغر يمثل عيني اليسرى، ولا أقدر أن أتخلى عن أحدهما.. قرر القاضي أن تبقى الأم لدى الشقيق الأصغر كونه أكثر قدرة على تحمل المسؤولية، ولأن أخيه الأكبر يحتاج إلى رعاية نظرًا لما يعانيه من أمراض.. كان المشهد غاية في التأثر، فكل واحد من الأبناء يريد أن يكسب الأجر في بره بوالدته، غير أنهما أذعنا لحكم القاضي وخرجا متعانقين متصالحين.. إن هذه القضية ذكرتني بقصة انتشرت عبر الإنترنت روتها طبيبة، تقول فيها: جاءني رجل معه سيدة كبيرة في السن ولديها تخلف عقلي، وتعاني من بعض الأمراض.. وبعد الفحص والمعاينة، وصفت له العلاج.. وفي هذه الأثناء طلبت السيدة العجوز أن يذهب بها إلى محل البقالة، وأجابها بأنه سيذهب بها إلى البقالة.. ثم طلبت منه أن يذهب بها إلى الكعبة، وهو يجيبها على كل طلباتها بأنه سينفذها لها في الحال.. تكمل الطبيبة حكايتها: قلت له من يعتني بها ويقوم على رعايتها وأكلها ونظافتها.. فقال أنا، فليس لها أبناء غيري، وزوجتي تقوم برعاية الأولاد والبيت وتطبخ لنا الطعام، وهذا الجهد يكفيها.. قلت له: احضر لها خادمة أو ممرضة تعتني بها.. قال: كيف لي ذلك وهي لديها تخلف، وقد تؤذيها الخادمة ولا تستطيع أن تشتكي منها، أو أن تمنعها من إيذائها.. إنه الحب الفطري.. فسبحان من أودع الحب والحنان والبر والرحمة وكل معاني الإنسانية الجميلة، بين الوالدين والأبناء، وبين الأبناء والوالدين.. اللهم احفظ والدينا من كل مكروه، وأعنّا على برهم وخدمتهم في الدنيا، واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى في الآخرة.. آمين.. [email protected]