** عملي يتطلب مني الخروج كثيرا من المنزل ولدي طفلان في المراحل الأولى من العمر وقد تركت كامل المسؤولية على الخادمة حيث أعتمد عليها كليا في تربية طفليَّ.. ولكن بدأ القلق يلازمني من ذلك الوضع خوفا عليهما.. وسؤالي الآن عن الآثار السلبية من ترك كامل المسؤولية على الخادمة في تربية أبنائي؟ أم عدي - جدة * يجيب الدكتور محمود كنساوي أستاذ علم الاجتماع التربوي بجامعة أم القرى فيقول: من المعروف أن الأسرة تعتبر المؤسسة التربوية والاجتماعية المهمة في تنشئة الأبناء، فعن طريق الأسرة ينشأ الأبناء ويتعرفون على المجتمع ويتطبّعون بالعادات والتقاليد الاجتماعية، وقبل ذلك ثقة الأسرة بغرس توجيهات الشريعة الإسلامية والقيم الفاضلة لدى الأبناء، واللذان يقومان بهذه المهام هما الأب والأم، فإذا صلحت التنشئة الأسرية عن طريق الوالدين صلح الأبناء وأصبحوا صالحين داخل المجتمع، أما إذا تخلت الأم عن تربية الأبناء وأوكلت المهمة للخادمة للقيام بهذا الدور فإن الأبناء ينشأون تنشئة ناقصة لأنها تنبع من منبع غير أصيل، فالأم هي التي تقدم للأبناء العطف والحنان والرعاية الكاملة بدافع غريزة الأمومة، أما قيام الخادمة بدور الأم في التربية فله سلبيات عديدة، من أهمها أن الأطفال يفتقرون للعطف والحنان فينشأون تنشئة غير سليمة قد تتصف بالعدوانية أو اللامبالاة أو بالاستهتار، لذا من وجهة نظري فإن الأمهات مهما كانت لديهن من أعباء وظيفية عليهن أن يهتممن بتربية الأبناء وخاصة في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة لأن في هذه المرحلة تتشكل شخصية الطفل.