في الوقت الذي يتفوق فيه علماؤنا؛ في مجالات علمية، ويصلون بتفوقهم إلى اكتشافات علمية دقيقة وتصنف بأنها عالمية، وتصل اختراعاتهم إلى كافة ربوع العالم، وتعتمدها كبرى الجامعات والمنظمات العالمية، فقد نقلت الصحف قبل أيام أن فريق بحثي من جامعة الملك خالد، يسجل إنجازًا علميًا جديدًا الأول من نوعه، على مستوى العالم، حيث قام الفريق العلمي السعودي ولأول مرة في تاريخ البحث العلمي، بالتعرف على جزئين من الشفرات الوراثية المكونة للشريط الوراثي الخاص للقواقع، والتي تعمل كعوائل وسيطة للبلهارسيا المتواجدة في المملكه بكثرة، والذي بدونه لا يتم عدوى الإنسان بهذا المرض.. في هذا الوقت الذي نصل فيه إلى العالمية في العلوم الحيوية والتجريبية والهندسية والعلوم البحتة، وفي الفضاء والأمثلة على ذلك كثيرة، نظل نحن في بلد يحترم ويقدر الثقافة والأدب، والفن، والتطور والبحث عن الجديد، نفتقر إلى أحد أعمدة الفن والإبداع، وهي السينما بحجة «اللاحجة» مع إدراكنا أن السينما ضرورة عصرية ظهرت منذ عشرات السنين في الدول المجاورة بل قبل أكثر من ذلك.. ونحن البلد المتطور والمتقدم في مجالات عديدة، وعلى صعد شتى خاصة في الآونة الأخيرة، نفتقد إليها - أي السينما - وأن دولاً متأخرة عنا كثيرًا سبقتنا بها.. لا أدري لماذا؟ أبسبب اصوات رافضة ..؟! لا أعرف. وإن كان كذلك فهذه الاصوات عارضت معرض الكتاب وأخرست وحقق المعرض نجاحًا كبيرًا في مستويات عدة..! أمعقول نسمع ونستمع لها وإليها..؟ بالطبع لا، وألف لا.. إذن لم نسمع لها فيما يخص السينما..؟ أم أن هناك موانع أخرى نحن لا نعيها ولا نعرفها..؟! لا أحد يجهل أن هنالك أفلامًا سينمائية سعودية كثيرة، شاركت وتشارك في مهرجانات دولية وعالمية، وتحقق نتائج جدًا رائعة وتحظى بإطراءات من نقاد عالميين ونحن لا نمتلك دورًا للسينما ..! فإلى متى يظل المثقف والفنان السعودي يفتقر إلى حقه المشروع؟! وإلى متى يظل حبيس داره يشاهد الأفلام السينمائية، التي لا نعرف نحن كرقابة عنها شيئًا عبر الفضائيات والأنترنت والأسطوانات المدمجة، وغيرها من الوسائل؟! الفرد السعودي الآن أصبح قديرًا وعميق فكرٍ ولا أعتقد أن هنالك ما يعيقه لمشاهدة السينما فقد يسافر إلى أقرب دولة له ويشاهد ما يشاء منها.. أنرضى نحن يا سعادة الوزير بهذا؟ والجميع يدرك ما سيستنزفه في سبيل ذلك من مال وجهد وتعب و أعباء سفر..! نعم يجب أن تراعي السينما المجتمع السعودي وأعرافه وهذا غير مختلف عليه.. كثيرًا ممن كتب في هذا الشأن، وكتب في السينما، وعدم وجودها، ويأتي الجواب والرد أنها مسألة وقت، ولا ندري متى هذا الوقت..؟ ومتى ينتهي الفاصل الزمني حتى نصل إليه..؟! عمومًا مملكتنا ووطننا بلد خصب، لكل المجالات وعلى جميع الأصعدة؛ سواء العلمية أو الإبداعية أو الفنية، والسينما إحدى هذه المجالات، ويعني ذلك أن خلفها قيادة حكيمة متوازنة، تدرك أهمية الأمور وعمقها، وتدرك حاجة المواطن.. وتعي المصلحة وأظن أنها تدرك أن وجود السينما في مملكتنا قد حان .!