أَفْسَدتُ على صديقي جَلستهُ الذي دعاني إليها بِإحدى المُنتزهات المُطلّة على كُورنِيش «جدة»، عندما تَطرقَ أَحدَ الحضور إلى قَضية الشيخ الكبيسي وإبعاده عَن الأراضي الإماراتية لما قاله عن «مُعاوية» يَنتصرَ بِه ل «عليّ»، وكانت مُشاركتي تَنحصِرُ في أَنهُ لا يوجدَ عاقلٌ يُشككَ في فضائلِ ومناقبِ الإمام «عليّ» وتَفضيلهُ على كَثيرٍ مِمِن حَولهُ وأَنّ إِقحام اِسَمّيهِما أَي الإمام علي بن أبي طالب والخليفة معاوية بن أبي سفيان بَين حِينٍ وآخرَ في مَوضوعَ خِلافٍ بَدأَ «سِياسياً» قََبلَ خَمسةَ عَشرَ قََرناً وآل إلينا «عقائدياً» إثارةً لِلنعراتِ الطائِفِيةِ وإِشعال لِلفتنةِ المذهبيةِ لا تحتدم إلاّ عِند كُلِ أَزِمَة كَونَهُما رُموز لأقطاب تَتَصارع على الساحة السياسية. قاطعني أَحدُهم (لا أعرِفهُ): تقول الإمام «علي»، إذاً أنت مِنهُم، قُلت وما الخطأ في ذلك، نَحنُ نَقول إمامُ الجامع وإمام المَذهبُ وتَستنكرْ ذلك على «أبي تُراب»، الإمام «عليّ» وهو ابن عمْ رسولِ الله «أبو طالب» الذي كَفِلَ وزوجُه فاطمة بن أَسد «أمُ عليّ» نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم، َأليسَ «عليّ» هذا هو من تَربَى في حِجر رَسولِ الله وزَوجَ ابنتِه «فاطمة الزهراء» سَيدة نِساءَ العَالمين وَوَالد «الحَسَنْ والحُسَينْ» سَيدا شَباب أَهلَ الجَنة، وهو أَولَ مَنْ أسلمَ مِنْ الصِبيان، ومِنْ المُبَشرينَ بالجنة، وهو من أَفدى رسول الله بنفسه وباتَ في الفِراشِِ ليلةِ هجرتهُ صلى الله عليه وسلم، واستجابَ دونَ غَيرِهِ لِدعواتِ الرسول عليه الصلاة والسلام لمُنازلة «عمرو بن ود» حين طلب المبارزة في غزوة «الخندق»، فقال ثلاثاً: «مَنْ يُنازِلْ عمرو بن ود وأَضمَنْ لهُ الجَنة»، أَلمْ يَكُنْ مِنْ آلِ بَيتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى النسائي في نزول الآية: (فَقُلْ تَعالوا نَدْعُ أَبناءَنا وأَبناءَكمْ ونِسآءنا ونِسآءكُم وأِنفُسنا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَ نَبْتَهِلْْ فَنَجْعَلْ لَعنةُ اللهِ على الكاذبين) (سورة آل عمران آية 61)، وقد دعا رسول الله حينها عليًا وفاطمة وحسنًا وحسينًا وقال:»اللهم هؤلاء أهلي». أَلمْ يَقلْ لهُ صلى الله عليه وسلم:»أما تَرضى أَنْ تكونَ مِني بِمَنزلة هارونَ مِنْ موسى إلاَّ أَنهُ لا نَبيَ بعدي». وقال عنهُ صلى الله عليه وسلم:»أنا مَدينةُ العِلمِ وعَليٌّ بابُها» وأَنه رضي الله عنه «أُعطيَ تِسعَةَ أعشارِ العِلمِ». وسُمعَ عنهُ صلى الله عليه وسلم في غَزوةِ خَيبرٍ يَقول:»لأَعَطينَ الرايةَ رجلاً يُحبَ الله ورسُوله ويُحبهُ الله ورسوله» وأعطاها ل»علي» رضي الله عنه. ويومَ غَدير خُم يَقول عليه الصلاة والسلام:»مَنْ كُنت مَولاهُ فَ عليٌّ مَولاهُ، اللهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وعادِ مَنْ عاداهُ وانصُرْ مَنْ نصرهُ واخذُلْ مَنْ خَذلهُ». وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام:»من سَبَّ عَليّا فَقد سَبني، ومَن سَبني فَقد سَبَّ الله». اللهمُ صَلي على سَيدنا مُحمد وعلى آل سَيدنا مُحمد وبَارك على سَيدنا مُحمد وعلى آل سَيدنا مُحمد في العالمين إنك حَميد مَجيد.