فيما تبدأ محادثات طهران مع مجموعة 5+1 في أسطنبول، حول ملف إيران النووي، تخرج وسائل الإعلام الإيرانية بحملة منظمة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، على خلفية انتقاد أبوظبي لزيارة مشبوهة قام بها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لجزيرة أبي موسي الإماراتية التي احتلتها إيران قبل واحد وأربعين عاماً. الحملة الإعلامية الإيرانية ضد دولة الإمارات الشقيقة، حملت مزاعم وأكاذيب حول السيادة الإيرانية على الجزر الإمارتية الثلاث المحتلة (طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى)، كما شملت بالتلميح إشارات إلى أحقية طهران في مملكة البحرين الشقيقة. بما يقطع ليس فحسب بوجود أطماع إيرانية في دول مجلس التعاون الخليجي ونوايا عدوانية تجاهها، وإنما أيضا بغياب الرؤية عن النخبة الحاكمة في طهران، التي تقرع أبواب مواجهة مع الجوار العربي، فيما تخوض في الوقت ذاته مواجهة أخرى مع المجتمع الدولي كله حول ملفها النووي. واضح إذن أن ثمة أزمة في طهران تدفعها إلى "طرق الأواني المعدنية" داخل مطبخها السياسي المزدحم بالطهاة ومعاونيهم، وواضح كذلك أن ثمة في طهران من قد يفضل سيناريو الهروب إلى الأمام بافتعال مشاكل مع دول الجوار، بدلاً من التصدي لهموم الداخل المتفاقمة بفعل عقوبات دولية بدأت آثارها فيما يبدو تصل إلى المواطن الإيراني البسيط والمغلوب على أمره. حملة طهران السياسية/ الإعلامية ضد دول مجلس التعاون الخليجي، وأطماعها التي لم تعد تخفيها في أراضي وثروات تلك الدول، لا يمكن أن تمر دون وقفة خليجية- عربية- دولية واحدة، تعيد النظام في طهران إلى رشده، وتفتح الباب لاستقرار حقيقي في منطقة يتقرر فيها كل يوم مصير الاقتصاد العالمي كله. الضغوط الدولية على طهران للكشف عن طبيعة برنامجها النووي، ولجم طموحاتها النووية، هي جزء لا يتجزأ من حملة ينبغي أن تقود في النهاية، إلى إعادة النظام في طهران إلى جادة الصواب، والاجتماعات التي بدأت أمس في أسطنبول، ينبغي أن تستهدف إلى جانب برنامج طهران النووي، لجم طموحاتها الإقليمية، وإرسال رسالة واضحة وقاطعة إلى الملالي في قم، بأن الطريق إلى الاستقرار والسلام يمر حتمًا عبر اعتراف إيراني بأحقية دولة الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث المحتلة، وبتعهد إيراني واضح ومحدد باحترام سيادة واستقلال مملكة البحرين، وعدم التدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي.