ما أن أعلن الإعلامي القدير داوود الشريان أن ضيفه القادم في برنامجه الرائع الثامنة على قناة mbc سيكون وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله إلاّ وصار البرنامج حديث المدارس، والمكاتب، والإدارات، وازدحم موقع mbc الإلكتروني بحوالى خمسمئة سؤال، وطلب، وقضية لبعض منسوبي ومنسوبات الوزارة، وهذا التهافت على ازدحامه لا يُصوِّر الواقع، فكثير من منسوبي ومنسوبات الوزارة لا يعلمون شيئًا عن اللقاء، وكثير منهم يعلمون ولا يعرفون كيف يوجّهون أسئلتهم، وكثير منهم لا يتعاملون مع التقنيات، ولا شبكة المعلومات، ومن المستحيل أن تروي الساعة الثامنة وحدها ظمأهم، وتُداوي التهابات حيرتهم، فماذا بعد الثامنة؟! حين احتفت وزارة التربية والتعليم بيوم المعلم وعدت بتدشين موقع على غرار facebook للتواصل المباشر مع منسوبيها، وهي خطوة رائدة ينتظرها منسوبو وزارة التربية والتعليم، وهي التي ستوفر الوقت الكافي للإجابة عن استفسارات التربويين على المدى البعيد، فقليل دائم خير من كثير منقطع. ما ينطبق على وزارة التربية والتعليم ينطبق على كل الوزارات، فما يحتاجه العاملون في كل وزارة أن تكون علاقتهم بوزاراتهم علاقة تكاملية، تحرص الوزارات على تنمية موظفيها، وتحقق رضاهم الوظيفي، واستقرارهم المعيشي، وتأمينهم الصحي، وتقيس بالمقابل أداءهم بحزم وإجرائية، وتتخذ كافة الإجراءات لضمان تحقيق أهدافها الإستراتيجية؛ من خلال مؤسساتها، وموظفيها دون تقصير، بغير هذا لن تتمكن عجلاتها من السير قُدمًا، وستتعطل قوافلها كل حين لأسباب مختلفة، فهؤلاء التنفيذيون هم سر الخلطة، وبدونهم لن تتحقق الأهداف، ولن تُنفَّذ الخطط، ففاقد الرضا لا يمكن أن يمنحه، والموظف المهموم الذي تسرق تحديات الحياة ومتطلباتها تركيزه ودوافعه للعطاء، كيف تنبعث الروح في معنوياته؟ وكيف تنعش الإسعافات غيبوبة طموحه؟ رضا الموظفين عن مؤسستهم لا يقل أهمية عن رضا مؤسستهم عنهم، ولا رضا المواطنين عن مستوى الخدمات التي تقدمها المؤسسة، هي سلسلة مترابطة لا يمكن القول إن إحدى حلقاتها هي الأهم، فكل الحلقات غاية في الأهمية، وكما يقول سمو الشيخ محمد بن راشد: من الخطأ القول إن رضا الناس غاية لا تدرك، رضا الناس غاية تدرك!