أيها الواقفون على حافة المذبحة.... أشهروا الأسلحة..سقط الموت وانفرط القلب كالمسبحة ..والدم انساب فوق الوشاح..فالمنازل أضرحة..و الزنازن أضرحة ..و المدى أضرحة.. فاتبعوني أنا ندم الغد والبارحة.. رايتي عظمتان وجمجمة.. وشعاري الصباح.... هكذا كان يصرخ شاعر الاستشراف أمل دنقل قبل أكثر من أربعين عامًا، وكأنه يستشرف المشهد في سوريا اليوم، فيما يبدو النظام السوري محظوظًا بنظام دولي يمنحه مهلًا للقتل، ما إن تنتهي حتى ينال غيرها، بينما يبدو الضحايا محظوظين لأنهم استراحوا من انتظار الموت، والثوار محظوظون أيضًا لأن مهل القتل الدولية، تعيد تصحيح خارطة حركتهم، وتوجيه بوصلتهم تجاه لحظة الخلاص، من نظام لا يراهن على قوته وشرعيته، بقدر ما يراهن على أن عجزه يخيف حتى أعداءه . استبق بشار الأسد مهلة عنان بتسريع وتيرة القتل، وتصعيد معدلات التدمير، معتقدًا أن المزيد من دمار سوريا، يعني المزيد من ترويع ثوارها، وقبل ساعات من انتهاء المهلة غدًا الثلاثاء، عاد النظام الأسدي ليتحدث عن أنه لم يتعهد لكوفي عنان مبعوث العرب والعالم، بسحب آلياته الثقيلة من المدن الرئيسية. المجازر التي يواصل النظام السوري ارتكابها بحق شعبه، على مدى أكثر من عام، لن تتوقف بالمناشدات والالتماسات، وحماية المدنيين الأبرياء في سوريا لن تتحقق فوق طاولات التفاوض، مالم يقتنع النظام القاتل أنه يخسر على الأرض، وهو لن يخسر قبل أن يرى نيوب الليث بارزة، وهى لن تبرز قبل أن تتسلح المعارضة السورية، لمواجهة جزار سوريا بما يستحقه من عقاب. جرائم النظام السوري، تتجاوز بكثير حدود الصبر الدولي، وتتحدى بوضوح إرادة المجتمع الدولي، وتراهن بخسة على حسابات السياسة، بأكثر مما تراهن على جدارة هذا النظام بالاستمرار. سقط الموت .. وانفرط القلب كالمسبحة..ولم يعد لدى أحرار سوريا ما يخشون خسارته في مواجهتهم مع نظام مجرم، وبقي على الأسرة الدولية أن تصغي بكليتها لنداء أمل دنقل الأخير: اشهروا الأسلحة.. اشهروا الأسلحة.