أكد مدير عام الشؤون الصحية بالباحة الدكتور حسين الراوي الرويلي أن ممارسة الأطباء والفنيين لأعمال إدارية في غير تخصصهم أمر غير مقبول، وقال إن تدوير القيادات سيتم وفق تقييم مهني وعلمي لطريقة أداء الأعمال، مشيرًا إلى رفضه ل «روتينية العمل» منشدًا الإبداع والتميز والتطوير، وقال الرويلي إن تعثر أغلب المشروعات يأتي لعدم قدرة المقاولين الوفاء بالتزاماتهم والمشروعات الصحية بالباحة في طريقها للحل، ولدينا صلاحيات من الوزارة للمتابعة وإقرار الجزاءات. جاء ذلك في حواره مع «المدينة» عقب توليه منصبه الجديد مديرًا لصحة الباحة. * كيف تلقيتم خبر تكليفكم بإدارة صحة الباحة وما انطباعكم الأولي عن المنطقة؟ ** أسعدني خبر التكليف لأنه أعطاني فرصة جديدة لخدمة منطقة الباحة وحسب المتبع تلقيت قبل التكليف توجيهات من قيادات الوزارة بدءا بمعالي الوزير ونوابه تم التركيز فيها على الظروف الخاصة بالمنطقة من الناحية الصحية وتوجهات الوزارة نحوها وبحث المشروعات الصحية الحالية والمستقبلية، إضافة إلى التركيز على ما يخص برامج الجودة وحقوق المرضى. توجيهات الأمير * استقبلكم سمو أمير المنطقة واستمعتم إلى توجيهات سموه ما ابرز ما وجهكم به سمو الأمير؟ ** لقائي مع سمو الأمير مشاري بن سعود كان فرصة للاطلاع على توجيهاته والتي هي جزء من توجيهات قيادتنا الرشيدة بالاهتمام بالمريض من كل النواحي وبحث كل الإمكانيات للتخفيف من معاناة المريض في كل مدينة وقرية والترحيب الذي لقيته من سموه والوعد بدعم جهود الشؤون الصحية التي تسعى لإسعاد المواطن والاهتمام به من الجوانب الصحية، هو حافز لي ولجميع زملائي وزميلاتي في صحة الباحة لبذل المزيد من الجهد واعتبار أن العمل الصحي هو عمل مهني مُشرف يؤجر عليه الموظف بأجور من الدولة وبأضعاف ذلك من الله سبحانه وتعالى إذا أخلصنا في العمل وأديناه كما يجب. الخطة الاستراتيجية **تحدثتم عن عزمكم تنفيذ الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة لتطوير الخدمات الصحية ما أبرز ملامح هذه الخطة؟ **وزارة الصحة تعمل الآن ضمن خطة استراتيجية محكمة ومدروسة بعناية بمثابة المسار الواضح لجميع قياديي وزارة الصحة ولا ترتبط بشخص معين. ولذلك فان قابلية تنفيذها وتحقيقها لأهدافها عالية وتركز الخطة الاستراتيجية على عدة محاور أهمها اعتماد منهج الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة وإرساء ثقافة العمل الموسمي ورفع مستوى الجودة وقياس مراقبة الأداء واستقطاب كوادر مؤهلة لأداء الأعمال. وهذا ما سنقوم به تمامًا إن شاء الله. اجتماع روتيني *اجتمعتم بعدد من القيادات الإدارية بالمديرية ومديري الإدارات بماذا خرجتم من هذا الاجتماع؟ **كان هذا هو الاجتماع الأول وهو روتيني لأي مدير يتم تكليفه بالعمل في أي منشأة وقد تم فيه استعراض سريع لمنهجية العمل وشرح توجيهات الوزارة، وسيكون هنالك اجتماع مع كل مسؤول للبحث التفصيلي في شؤون إدارته ومعرفة مسار العمل لديه ونقاط القوة والضعف والفرص وبالتالي يكون مدير الشؤون الصحية على اطلاع دائم بطريقة أداء العمل ويمكنه بعد ذلك ان يقوم بالتقييم بكل شفافية ومهنية. تدوير القيادات ** هناك من يطالب بتدوير واسع للقيادات الإدارية وتكليف دماء جديدة كيف تنظرون لمثل هذه المطالبات؟ **لا أحد ينكر أهمية تدوير القيادات وخصوصًا بعد أن يكون هناك تقييم مهني وعلمي لطريقة أداء الأعمال وكثير من التغيرات في أسلوب العمل على المستوى الدولي تفرض علينا أن ننتقي بعناية الكوادر البشرية ونساهم في رعايتها وتطوير أدائها وباختصار فإن ضمان الاستمرارية في عمل معين لأي مكلف هو قيامه بالإبداع والتميز وتطوير الذات وليس أداء الاعمال بشكل روتيني. مناصب ادارية * اغلب المناصب الإدارية في المديرية والمستشفيات والمراكز الصحية يشغلها أطباء وفنيون والملاحظ أن الميدان الصحي بحاجة إلى مثل هذه الكوادر ألا تعتقدون انه حان الوقت لعودتهم إلى أعمالهم؟ ** بخصوص الأطباء والفنيين الذين يعملون بوظائف إدارية فان هنالك تعليمات واضحة من ديوان الوزارة بعدم تكليف الأطباء والفنيين بمهام إدارية لا تتعلق بتخصصهم وقد يظهر للبعض أن الطبيب يمارس عملا إداريا بينما قد يكون العمل الإداري هو جزء من عمله الفني بل هو مكمل له. أما تكليف الطبيب أو الفني بعمل إداري بحت فان هذا الأمر غير مقبول ولا اعتقد أنه موجود والأيام القادمة ستعطي هذا الأمر نصيبه من البحث. الأخطاء الطبية *زادت في الآونة الأخيرة الأخطاء الطبية أرجعها البعض لنوعية التعاقد مع الكوادر الطبية وضعف إمكانيتهم كيف ترون ذلك؟ **لا يمكن الجزم بزيادة الأخطاء الطبية مع إني لا أنكر وجودها. المشكلة تكمن فيمن هو المخول بتصنيف الحادثة على أنها خطأ طبي او مضاعفات متوقعة او غير متوقعة وهذا بالتأكيد من عمل اللجان الطبية الشرعية والتي تتمتع باستقلالية حيث ان أعضاءها هم من المتخصصين في القانون والطب والجهات الأكاديمية ويقومون بفحص دقيق لكل الإجراءات التي تمت للمريض أو المضاعفات التي حدثت له بعد التدخل الجراحي والعلاجي.. ويكمن الحل لمشكلة الأخطاء الطبية في اتباع الممارسين لأصول الممارسة المهنية المعتمدة عالميا وهذا يفسر توجه الوزارة لرفع مستوى الجودة وقياس ومراقبة الأداء واستقطاب كوادر مؤهلة للعمل كما ذكرت سابقا. البرج الطبي * هناك عدد من المشروعات الصحية متعثرة كالبرج الطبي ومستشفى بلجرشي والمخواة وأخرى مبانيها متهالكة باتت هاجسا اقلق المسؤولين والأهالي واثرت في نوعية الخدمات هل من إجراء لحل هذه المشكلة؟ ** معاناة أي قطاع من تعثر المشروعات تكمن في عدم قدرة بعض المقاولين على الوفاء بالتزاماتهم سواء الناحية الزمنية او حتى المواصفات.. وعلى كلٍ فإن المشروعات التي تأخرت في صحة الباحة هي في طريقها للحل في الأيام القادمة لان الهدف هو أن نحصل على مشروع يتم تسليمه لنا بالموصفات التي نريدها.. وقد منحتنا الوزارة صلاحيات للمتابعة واقرار الجزاءات المناسبة على المقاول. التقليل من «الإحالة» * يشتكي أهالي الباحة من كثرة تحويل مرضاهم لخارج المنطقة لعدم وجود مراكز متخصصة بأمراض القلب والعيون والأورام الا ترى أهمية وجود مثل هذه المراكز؟ وهل سيحل البرج الطبي حال اكتماله هذه المعضلة؟ ** الشؤون الصحية حريصة على الإقلال من الإحالات حسب الإمكان مع حرصنا على عدم تعريض حياة المريض للخطر لان عدم إحالته لمركز متخصص قد يزيد من معاناته ويقلل من إمكانية تقديم الخدمة الصحية المناسبة والآمنة له. علما بأن هناك حدودا لقدراتنا ونطاقا معينا نقدم من خلاله الخدمة وسوف نسعى بإذن الله تعالى لتخفيف معاناة المرضى مع افتتاح بعض المشروعات التي يتم العمل عليها حاليا ونعول على البرج الطبي بعد تشغيله للمساهمة في ذلك. تطلعات المستقبل * ماذا عن تطلعاتكم لمستقبل صحة الباحة؟ ** اتطلع وانشد أن تكون صحة الباحة على قدر المسؤولية والأمانة وأن نكون شركاء في تحقيق رؤية وزارة الصحة والتي تتمثل في «توفير الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة بأعلى المستويات العالمية» وذلك من خلال توفير الرعاية الصحية بجميع مستوياتها وتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض ووضع القوانين واللوائح المنظمة للقطاع الصحي العام والخاص ومراقبة أدائه مع الاهتمام بالجانب البحثي والتدريب الأكاديمي ومجالات الاستثمار الصحي.