تغلبنا الأحلام والأماني فنركض مسرعين خلفها، ثم ما نلبث أن نجدها سرابًا لا فائدة منه.. نحلم بالنجاح والثراء، ونجتهد في السير خلف الآمال التي نتصورها، أو تُصور لنا بأنها الطريق الصحيح نحو الوصول السريع، وإذا بلغناها لم نجدها شيئًا يُذكر.. وحينها نكون تنازلنا عن الغالي والنفيس في سبيلها، فندخل في دائرة الإحباط والندم!! فما العمل حينها؟ تقول القصة: «هاجر مزارع هولندي إلى جنوب إفريقيا للبحث عن حياة أفضل.. وقد باع كل ما يملك في بلده ليشتري أرضًا خصبة يحولها إلى مزرعة ضخمة تدر عليه أرباحًا طائلة وتحقق له الثراء السريع.. لكن نتيجة لقلة خبرته وصغر سنه، دفع ماله في أرض بور جدباء لا فائدة منها!! وما زاده ألمًا أنها كانت مليئة بالأفاعي والعقارب القاذفة للسم!! وبينما هو جالس يندب حظه العاثر، خطرت في باله فكرة غير متوقعة، وهي أن يستفيد ممّا في أرضه من الأفاعي والعقارب، وينتج مضادات السموم الطبيعية.. وبما أنه يمتلك مخزونًا كبيرًا من تلك الأفاعي والعقارب، وهو متخصص في هذا المجال، فقد حقق نجاحًا باهرًا، وتحوّلت مزرعته إلى أكبر منتج للقاحات السموم في العالم». هذا المزارع حوَّل فشله في اختياره لمزرعة جدباء، إلى نجاح في مشروع لقاحات السموم.. وبذلك انتقل من حالة الندم وجلد الذات والشعور بالإحباط، إلى حالة الإبداع والتفكير والإنتاج.. وحقق النجاح لذاته ولمجتمعه.. فليس عيبًا أن نقع في حفرة الفشل، لكن العيب أن نبقى فيها.. [email protected]