لم نفر من الجذام أنا وزميلي المصور فقد سعينا لمعرفة أحوال مرضى مستشفى ابن سينا بحداء الواقع على طريق جدةمكة القديم حيث يرقد عشرات المرضى على الأسرة البيضاء، بعضهم أحياء في صورة أموات بسبب جلطة أخذتهم إلى عالم الغيبوبة وآخرين أقعدهم الشلل النصفي فأصبحوا عاجزين عن ممارسة حياتهم الاعتيادية. وبالرغم من تخصص المستشفى في علاج الجذام حيث يعالج 10 مرضى مجذومين إلا أنه وفي الآونة الأخيرة بدأ يستقبل مرضى النقاهة وسط ضعف الإمكانيات وعدم وجود التمريض المتخصص في علاج هذه النوعية من المرضى. اقتربت عند عتبة أبواب غرفهم البسيطة التي لا تحتوي حتى على التلفاز، فأول ما وقعت عليه عيني رجل تجاوز الستين من عمره أمضى أكثر من شطره في المستشفى ما إن رآنا إلا وتهلل وجهه حيث صادفت زيارتنا موعد تناول عشائه فأصر علينا بمشاركته وجبته البسيطة. وفي الغرفة المقابلة له تمامًا يلفت نظرك رجل نحيل الجسد أعمى البصر كثير الصمت، يبدو من ملامحه أنه قد ناهز السبعين من عمره أمضى أربعين منها داخل تلك الحجرة التي حفظ الاتجاه المؤدي إليها لذلك تجده يذهب بمفرده إلى دورة المياه ويعود إلى سريره دونما مساعدة أحد. حاولنا الحصول على رأي إدارة المستشفى لكن د.خالد الهباش مدير المستشفى اعتذر عن التصريح بحجة أنه غير مخوّل بذلك، ثم اتصلنا على مدير العلاقات العامة بالشؤون الصحية بمكةالمكرمة فواز الشيخ الذي طلب إرسال فاكس بالأسئلة وبالفعل تم إرساله بتاريخ 18/04/1433ه وحتى هذه اللحظة لم يردنا أي رد بالرغم من الاتصال اليومي به.