اعتقلت أجهزة الأمن الموريتانية مدير المخابرات الليبية السابق عبدالله السنوسي، أحد أبرز مساعدي العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، والمطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمته بتهم ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» في ليبيا. وقالت الوكالة الموريتانية الرسمية للأنباء إن السنوسي، والذي يرتبط بصلة نسب مع عائلة القذافي، تم اعتقاله بعد وصوله إلى مطار نواكشوط الدولي، على متن إحدى الطائرات القادمة من المغرب، وبحوزته جواز سفر مالي مزور. كما أكدت وكالة «نواكشوط» للأنباء اعتقال مدير المخابرات الليبية السابق، فيما ذكرت وكالة «الأخبار»، وهي وكالة أنباء موريتانية مستقلة، أنه تم نقل السنوسي إلى «مكان سري تابع لإدارة أمن الدولة.» ولاحقا، أكدت السلطات الليبية اعتقال السنوسي. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي محمد الحريزي: «لقد تأكدنا من اعتقال عبدالله السنوسي لدى وزارة الخارجية الموريتانية». يُذكر أن أنباء سابقة كانت قد أشارت إلى اعتقال السنوسي أواخر نوفمبر الماضي، بمدينة سبها في جنوب ليبيا، إلا أن تلك الأنباء التي تزامنت مع الإعلان عن اعتقال سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الراحل، نفت الحكومة الانتقالية صحتها لاحقا. ويعتبر السنوسي أحد أبرز أركان النظام الليبي السابق، وكان شديد القرب من القذافي، وارتبط معه بعلاقة عائلية بعدما تزوج شقيقة زوجته صفية فركش. ويقول خصوم القذافي إن السنوسي كان العقل المدبر للعديد من العمليات الأمنية داخل وخارج ليبيا خلال السنوات الماضية، كما يحملونه مسؤولية التعرض لمعارضين سياسيين والوقوف خلف «مجزرة سجن أبوسليم» عام 1996. وسبق لمحكمة الجنايات الدولية أن أصدرت، في 16 مايو الماضي، مذكرة توقيف بحق السنوسي، إلى جانب القذافي ونجله سيف الإسلام، بتهم ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية.» ودارت شائعات كثيرة حول مصير السنوسي بعد سقوط العاصمة الليبية طرابلس بيد قوات المجلس الوطني الانتقالي في أغسطس الماضي، وقالت بعض المصادر إنه قتل، في حين رجحت مصادر أخرى فراره إلى إحدى الدول المجاورة، مع قيادات ليبية سابقة أخرى.