اقتحم شبان يحملون مؤهلات علمية مختلفة تجارة الفحم كخيار مؤقت لحين وجود فرصة العمل المناسبة، فيما بدت المهنة مغرية جدا للعاملين فيها حيث تدر دخلا شهريا ربما يفوق كثيرا بعض الوظائف التي تطرحها شركات استثمارية. وتبدأ مهنة تجارة الفحم بالبحث عن الأشجار في البوادي ثم تقطيعها وحرقها وشحنها وتجهيزها للبيع حيث يكون موسم الرواج الحقيقي للمهنة خلال موسم الشتاء لكن الركود لا يصيبها حتى في شهور الصيف نظرا لإقبال المطاعم والفنادق على شراء الحطب لإعداد الشيشة, والمشاوي وغيرهما. ويبحث الشباب عن أفضل الأشجار التي يستخرج منها الفحم، ومنها القرض والسمر وتنتشر بشكل كبير في جنوب المملكة والمدينةالمنورة وتبوك, فيما تكون أسعار البيع للحزمة ما بين 35 ريالا إلى 150 ريالا حسب حجم الكيس ونوعه. «المدينة» تجولت في سوق الخمرة بجدة وبالتحديد في الجزء المخصص لبيع الفحم حيث شاهدت زحاما وطلبا كبيرا من الزبائن على الفحم رغم انتهاء برودة الشتاء، وعند سؤال البائعين ومعظمهم شبان سعوديون اتفقوا على أن سوق الفحم يعد الأنشط خلال الفترة الأخيرة بحكم تعاقد كثير من المقاهي والمطاعم الكبيرة معهم, وباتوا مطالبين بتوفير كميات كبيرة من الحطب أسبوعيا. ويقول كل من عبدالله العمودي وسعد الشهري شابان يعملان في بيع الفحم ونقله أنهما حققا مكاسب من خلال هذه المهنة التي وصفوها بالمربحة, مشيرين إلى أنهما عاطلان عن العمل ولم ينتظرا الوظيفة او الاكتفاء بمكافأة «حافز» الشهرية التى تصرف حاليا من صندوق التنمية البشرية وبشكل مؤقت للباحثين عن عمل. واضافا ان فكرة العمل بدأت حينما ذهبا لسوق بيع الفحم بغرض الشراء, وعند تواجدهما هناك شاهدا عملية البيع ومن خلال حديثهما مع صاحب المحل أوضح لهما أن لتجارة الحطب عائدا ماديا كبيرا وان الطلب متزايد طوال العام, «وبعدها قررنا فتح محل صغير يعمل فيه أحدنا والآخر يعمل في التوزيع بين المحلات الأخرى». وأضاف الشابان أن دخلهما الشهري يتجاوز 3000 ريالا لكل واحد منهما, وقالا أنهما يسعيان إلى تطوير المحل وفتح محلات أخرى في المستقبل. وأوضح مصطفى عمر «بائع» أن هناك أنواعا كثيرة من الفحم أفضلها هو «السمر» حيث يفضل أغلب الزبائن الحصول على هذا النوع, وأشار إلى أن هناك استخدامات عدة للفحم فالبعض يستخدمه للتدفئة في حالة برودة الجو بينما البعض الآخر يفضله عند الذهاب للتنزه لشي اللحوم برفقة العائلة والأبناء. وذكر ان المقاهي تطلب كميات كبيرة من الجمر وذلك لإعداد الشيشة والشاى، كما ان المطاعم التي تشتهر بالوجبات الشامية كالمشاوي بأنواعها لها دور كبير في الحصول على كميات كبيرة من الفحم. ويقول سعيد المالكي»صاحب مطعم» أن احتياجه للفحم يزداد خلال فترة الإجازات وفترة نهاية الأسبوع حيث يكثر في هذه الأيام الطلب من قبل الزبائن على الوجبات التي تجهز عن طريق الفحم. وعن الاسعار يقول المالكي أسعار الفحم غير ثابتة ففي الفترة التي ترتفع فيه درجات البرودة يكون الطلب متزايدا فترتفع الاسعار كما يزيد الطلب خلال فترة الاجازة الصيفية ونهاية الاسبوع حيث تكثر الرحلات البحرية والبرية من قبل العوائل. ويقول سالم العُمري «تاجر» أن الفحم يمر براحل يتم من خلالها أولًا البحث عن الأخشاب التي يتم حرقها بطريقه خاصة وهي عادة ما تكون أخشاب السمر أو القرض ثم بعد ذلك يتم تقطيع الفحم على أشكال مختلفة وتعبئته داخل أكياس صغيرة ومتوسطة وكبيرة وكل منها له سعر معين بحسب الكمية والنوع والمنطقة القادم منها، ويضيف: «لدي ولله الحمد ما يقارب خمسة محلات لبيع الفحم بأنواعه».