يا (حمصُ ) من ماء الجراحْ ، يلدُ الصباحْ ، ممّا تبقّى من حُطامِ المئذنه ، سينثُّ جيدُ السّوسنه ، من بين أسنانِ الشظيّه . ومن الصواريخ التي انهمرت عليكِ ، ومن رصاصِ البندقيّه . يلدُ الصباحُ ، وتورقُ الأفراحُ ، من جسد الضحيّه . سيغادرُ العصفورُ حيّ الخالديّه . لكنّه سيعودُ ، لن يقوى ، على هجرِ الغصونِ بلا قضيّه . يا (حمصُ ) سوف يعود ( هولاكو) ، وينحسرُ التتارُ ، وأنت شامخةٌ قويّه . عامٌ وأنت تكبّرين وتكبرينْ ، سكّينُهم فوق الوريد ْ ولا جديدْ فالقاتلون القاتلون ْ و (حمصُ ) تولدُ من ( حماه ) . والشامُ من خمسينَ عامٍ وهي في وضع اشتباه . مدنٌ مصفّدةٌ ، وأحذيةُ الجنود تجوبُ في كلّ اتجاه . والطيّبون المتعبون يرتّبون الثأر ما بين الحنايا . يستنبتون الفجر في أصص الورود ، وفي المداخل والزوايا . عامٌ و( بابا عمرو) تحت القصفِ ، تنهض من رمادِ النسفِ وجهاً من غمامْ . وتصبّ قهوتها ، وتقرأ سورتين على الظلامْ . وتربّتُ الأفراحَ في الشُّرُفاتِ تزرع في شفاه الصامتين فسائلَ الرؤيا ، وفاكهة الكلامْ . وتعلّق ُ الأضواءَ في جُنحِ الظلام ْ . لا وقتَ للصمتِ المريبِ ولا أسرةَ للنيام . ( لولا دمشقُ لما كانت طليطلةٌ ولا ازدهت ببني العباسِ بغدانُ ) لكن دمشقُ استقالت من عروبتها حتّى كأن بني شيبانَ ما كانوا قامت تصلّي جنوباً وهي عاريةٌ إمامها دينه زورٌ وبهتانُ صارت دمشقُ بلا أظافر . تمسي وتصبحُ في المخافر. جاعت فلم تنهض ، لأن الجوعَ كافر . والطيبون ، و (قاسيون ) ، في كلّ يومٍ يبصرون ْ جندَ التصدّي ينزعون أظافرَ الأطفال في ( دوما ) و ( درْعا) . وأظافر الأطفال لم تنهب دمشقَ ، ولمْ تبع شبراً ب ( شبْعا) . خمسون عاماً وهي تنتظر السحابة َ ،كي تمر ،ّ ولا سحابه . كانت شوارعُها تبيعُ الأغنيات على الرصيف ِ ، تفكُّ أغلال َ الكآبه . وتقول : يا أسدَ العرين ْ مللتُ عيشاً وسْط غابه ْ. ( حمصُ ) الأبيه . ( حمصُ ) الأبيّةُ قررّت ، ألا ترحّب بالجرادْ ، ولا تباع على المزادْ ولا تفكّر كالبقيّه . (حمصُ) الأبيّةُ قررّتْ ألا تخونَ هوى البلد ولا تهابَ من العرينِ ، ولا تخاف من الأسد ْ نادت : ولكن لا أحدْ . كان الصباح يصوغ تاريخ المهابة ووراءه وقف البلد ْ في وجهه ( حمص ) البهيّه . مكةالمكرمة 14/3/1433 ه