يا لِ هذه الألقاب والجوائز الغربية التي تَعْشَقُ النساء السعوديات وتتهافت عليهنّ دون بقية نساء العَالَم!! فقبل أيام تَمّ استدعاء فتاة سعودية ل(واشنطن)؛ لتكريمها، باعتبارها أشْجعِ نساء الدنيا، والمُبَرّر انتصارها قضائيًّا في قضية فَردية خلافية مع والِدها!! وهنا لا تسألوا أين (جائزة الشجاعة) عن النساء والأمهات في فلسطين؛ وهُنّ يُصَارِعْنَ جيش الاحتلال الصهيوني، أو يُقَدّمْن أبناءهن شهداء لاستعادة الأرض والحقوق المسلوبة؟! ولا تستفسروا عن أحقية نساء سعوديات بِنَوْط الشجاعة، وهُن يُحَارِبْن الزمن وظروف الحياة في تربية أبنائهنّ؟! أيضًا قبلها فتاة سعودية أخرى تقود سيارتها، وتُصوّر نفسها وهي تفعل ذلك، ثمّ ينتشر المقطع عبر مواقع النت؛ فيأتيها اللقب والتّاج سريعًا! فهي (ناشطة في حقوق الإنسان)؛ بل وتُكَرّم في حفل بهيج، كذلك في الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ لأنها دخلت قائمة تضم (100 من أهم الشخصيات المؤثرة في العالم لعَام 2011م) حسب رؤية مجلة أمريكية شهيرة!! فمجرد قيادة المرأة السعودية للسيارة تمنحها الألقاب، وحفلات التكريم، ولست أدري أين الإنجاز والإعجاز؟! فالكثير من نساء الكون يَقُمْنَ بهذا الدور، بل وحتى العجائز في صحرائنا فَعْلْنَ، ويَفْعَلن ذلك! فهل يُطَالِبْنَ بأحقيتهنّ بتلك الجوائز؟! ومع التقدير لجميع النساء، وبعيدًا عن النقاش والجدل في خصوص تلك القضايا؛ ولكن الواقع ينطق بأن (المرأة السعودية) حاضرة في شتى المجالات الإدارية والعلمية والثقافية والإنسانية، وقد حققت العديد من الإنجازات، والعطاءات في خدمة وطنها ومجتمعها داخليًّا وخارجيًّا والنماذج كبيرة منها: (الدكتورة ماجدة أبو راس، والدكتورة حياة سندي، والدكتورة سامية العمودي) وغيرهنّ كثير! ولكن بعض المؤسسات ووسائل الإعلام الغربية تتبعها العربية تُغْمِضُ العين عن تلك المنجزات، وتتجاهل تلك الهَامات والقَامَات، أو لا تمنحها حقها؛ لِتخْتَزِل (المرأة السعودية)، وتحشرها في زاوية قضايا هامشية طابعها الإثارة فقط، وتجعل لفئة معينة محدودة العَدد من النساء حَقَّ تمثيل المرأة السعودية!! وهنا إذا كان لدى تلك الأصوات والجوائز القادمة من الخارج أهدافها في صناعة (فَارِسَات سُعُودِيْات بلا معركة حقيقية)، وفي تصوير الحوادث الفردية التي تتعلق بالمرأة بصورة الظواهر الكبيرة التي تجتاح المجتمع السعودي، وتَفْتِكُ بنسائه؛ فإن مباركة بعض الأبواق الإعلامية عندنا لذلك التّوجه أمرٌ مخجل، وفيه تَقْزِيْمٌ للمرأة السعودية، وتَسْطِيْحٌ لقضاياها وحقوقها وهي كثيرة!! وأخيرًا (المرأة السعودية) ليست نصف المجتمع؛ بل هي كلّ المجتمع لأنها مَن يُرَبّي النصف الآخَر؛ فهل تدركُ (السعودية) أبعادَ ذلك؟! وأَنّ هناك من يستخدمها مجرد حَطَبٍ ووقُود لحروب وصراعات فكرية لا ناقة لها فيها ولا جَمَل! مهمة المرأة السعودية مَسْح تلك الصورة الهزلية، والدفاع عن قضاياها الحقيقية المفصلية، والبحث عن علاج لمشكلات اجتماعية واقتصاديها تعانيها، وهي الأجدر بمناقشتها. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. أكاديمي وكاتب [email protected]