في مقالٍ لمن زيّن العنوان اسمه قبل أسبوع تقريباً في صحيفة الوطن تطرّق الكاتب طارق ابراهيم إلى منطقة « ماوراء البيب « كما يحلو للبعض أن يسمّيها ، والبيب لمن لا يعرفه هو الاسم الدارج لخط أنابيب « التابلاين « ذلك الخط الذي يمتد من القيصومة إلى ميناء صيدا في لبنان بطول 1600 كم تم إنشاؤه بأمرٍ من الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عام 1948 م لنقل النفط إلى الأسواق الاستهلاكية في كل من أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية ، وكل مدن الحدود الشمالية تقع وراءه ؛ تاريخٌ عريق لهذه المُدن للدرجة التي توحي للقارئ الذي لم يمُرّ بها أنّنا نتحدّث عن مدنٍ تشبه « الجبيل الصناعيّة « مثلاً ! ولكن لنعُد إلى مقال هذا الكاتب الذي اخترق حمى المنطقة إثر زيارته لبعض المدن فيها ليقول عن عرعر : « المدينة كانت مكشوفة تماماً ولا توجد بها أي لمسات جمالية أو مؤشرات نمو وتطور تتناسب مع تاريخها، ومع حجم الاعتمادات المالية التي تصرفها الدولة على كافة القطاعات، فقد صدمتني عرعر وكنت أعتقد أنها ستكون على خلاف ما رأيت فرغم القصورالذي تعاني منه المدن السعودية الأخرى لكنها تظل متقدمة كثيرا عن عرعر! « ثُمّ يكمل ملوّحاً بقلمه الساخر من « رفحا « التي كانت في جدول زيارته للمنطقة لكنّه لم يزرها .. قائلاً : « لطالما حاول الصديق صالح الشيحي أن يقنعني أن مدينة رفحاء تغرد خارج السرب بالنسبة لبقية مدن الحدود الشمالية، وأن هذه المدينة لا ينقصها إلا البحر أو النهر لتكون واحدة من أجمل مدن العالم « ، وقد ألقى الكاتب اللوم على إعلاميي المنطقة وأنهم لم ينقلوا الصورة الحقيقية لمنطقتهم وإنّما كانوا يبالغون في الثناء عليها وفي تصويرها وكأنّها جنّة الله في أرضه ؛ الحقيقة أنّني لا ألومه وألومه في نفس الوقت ، ألومه لسوء ظنّه وقوله أنّ مدينة رفحاء تغرّد خارج السرب .. بينما هي في الحقيقة تغرّد خارج التاريخ ! ولا ألومه لأن ليس في ( فمه ماء )! ، لذلك أدعوه فعلاً لزيارة ( رفحا ) احدى أهمّ مُدن الأطراف المتطوّرة والمتورطة بالجمال لنُريه النهر والبحر والمشَا..، ولكن أرجو أن لا يغضب إن لم يجدني أو لم يجد الشيحي !