اتجهت كثير من الخادمات الإندونيسيات في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة على وجه التحديد إلى عدم التفكير في «دوام إضافي» لدى بعض الأسر لتحسين دخلهن الشهري، ولجأن إلى العمل في تجارة السبح وهدايا الحجاج والمعتمرين وأحيانا التسول باعتبارها تدر دخلاً شهريًا ربما أضعاف الدخل الأصلي . والمثير للدهشة أن حالة التحول من خادمة منزلية إلى «تاجرة « سبح وهدايا تتزايد في وقت تتزايد أزمات العوائل خاصة أثناء المواسم من نقص الخادمات، وتضطر بعض العائلات التي لم توفق في استقدام خادمة إلى دفع إضعاف مضاعفة لاستئجار خادمة بالساعة، وربما تكون إقامتها غير نظامية. «المدينة» قامت بجولة في سوق الخاسكية أحد أشهر الأسواق القديمة في المنطقة التاريخية بجدة، والذي اشتهر في وقت سابق ببيع أجود أنواع السبح المختلفة إلى جانب الكثير من الخردوات والعطور وألعاب الأطفال المختلفة. وما إن تقوم بجولتك في السوق إلا وتجد ترتيبًا متقنًا للطرق المؤدية إلى المحلات لكن بالرغم من ذلك تتواجد الكثير من العمالة الإندونيسية لبيع السبح المنوعة، بالإضافة لبعض مراوح السعف والمشغولات اليدوية ضمن بسطات صغيرة اتخذنها واحدة منهن بجانب كل محل من محلات السوق. وبالحديث مع مريم (إندونيسية 30 سنة) اختصرت مجمل سؤالنا بقولها: أنا أعمل في السوق منذ شهرين عن طريق إحدى معارفي فهي التي أحضرت لي البضاعة من صاحب أحد المحال بالسوق وأقوم بإعطائه مبلغًا معينًا عندما تتوافر لي حصيلة من البيع، وذكرت أنها تعمل في بيع السبح وبعض زينات الشعر بسعر مناسب للمقبلين على الشراء، وأكدت عل حديثها ميسون طاهر(إندونيسية 44 سنة) بالقول: كنت أبيع السبح وبعض ألعاب الأطفال منذ عامين تقريباً، والآن أبيع مستلزمات التجميل والملابس النسائية المختلفة والتي أحصل عليها من خلال الاتفاق مع أصحاب المحلات مقابل نسبة معينة من الربح وأتجول ببضاعتي على المنازل القريبة من مكان إقامتي. وأشارت إلى أنها لم تتعرض لأي مضايقات من قبل أصحاب المنازل :»الكثيرات منهن يتركن لي حرية وضع البضاعة واستعراضها فهم يرون أنه بذلك أوفر لهن من الذهاب للسوق». وتضيف: «في حالة عدم وجود طلب الزبونة أقوم بأخذ ما تريد من الملابس، وأحرص على توفيرها لها خلال حضوري المرة القادمة.. وقد أرهقني هذا العمل حيث يتوجب علي التنقل الكثير». وأشارت إلى أن اتخاذها بسطة في سوق الخاسكية لبيع السبح كان الحل الأفضل لها لتقوم ببيع بضاعتها منذ الساعة العاشرة صباحًا وإلى الساعة الخامسة عصرًا فقط . أما نوريمان (اندونيسية 33 سنة) فتشير إلى أن أفضل مواسم بيع السبح يكون في الحج ورمضان فمن خلال هذه الشهرين نحقق أعلى نسبة مبيعات، في حين ذكرت زيفون شيري أنها تعمل في بيع السبح لكونها مرافقة لزوجها الذي يعمل سائقا لدى إحدى الأسر السعودية وبالتالي فهي لا تخالف النظام ولم تأت للبلاد بصورة غير رسمية . وفى السياق التقت «المدينة « محمد عبد الله أحد باعة السبح في السوق، و قال:» أقوم ببيع السبح في سوق الخاسكية منذ قرابة ال30 عامًا، و لكنّ السوق اختلف عن زمان كثيراً حيث كان يقتصر بيع السبح على أصحاب المحلات المعروفة بالسوق لضمان جودة صنعها، الآن أصبح الكل يبيع السبح، ولم تعد حتى أمور البيع مقصورة علينا نحن الرجال». وعبر عن انزعاجه بتواجد الكثير من العاملات الإندونيسيات: «نلاحظ توافد أعداد كبيرة منهن وحجز أماكن بالقرب من محلات الخردوات يقمنَ من خلالها بافتراش الأرض وبيع السبح والخردوات المختلفة». وإلى ذلك تحدث الناطق الإعلامي لجوازات مكةالمكرمة الرائد محمد الحسين ل»المدينة» أن دوريات الجوازات تقوم بعملها بناء على خطة معدة مسبقًا ومجدولة سواء سنوية أو موسمية، مشيرًا إلى أنه في حال وجود مخالفات تخص نظام الجوازات في الميادين العامة أو الأسواق يتم توجيه دورية الجوازات للموقع مباشرةً لتمشيطه وإلقاء القبض على المخالفين. وأضاف: «الأشخاص الذين قدموا على كفالة أشخاص لديهم إقامات، وتكون متابعتهم من اختصاص مكتب العمل»، مشيرًا إلى أن بعض الحجاج والمعتمرين يقومون بالبيع والشراء وهم غير مسموح لهم بالعمل رغم أن إقامتهم المؤقتة نظامية.