حذر مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني من أن إعلان منطقة برقة «إقليمًا فيدراليًا اتحاديًا» هو «بداية لتقسيم ليبيا» و»ابتعاد عن شرع الله»، محملاً الفساد المستشري في البلاد المسؤولية عن مثل هذه الدعوات. وقال الغرياني في بيان أصدره في وقت متأخر من مساء أمس الأول إن «الفيدرالية هي بداية التقسيم، والتقسيم يؤدي حتمًا إلى الخلاف، ويفتح الباب للنزاع على أشياء كثيرة، منها: مصادر الثروات، وهذا هو الذي يريده أعداء الاسلام لنا (فرق تسد)». وأضاف المفتي: «إذا استمر الفساد ضاربًا أطنابه في الفيدرالية فلن تحل المشكلة، والشعور بالتهميش سيستمر، والمطالبة بمزيد من الإقليمية لن يتوقف»، مؤكدًا أنه «كلما انقسمنا أحسسنا أننا بحاجة إلى مزيد من الانقسام، لأن الفساد لا يمكن أن يتحقق معه عدل في تقسيم الثروات»، داعيًا الجميع إلى «الاعتصام بحبل الله». واعتبر الغرياني أن «الحل الحقيقي الذي يقضي على المركزية البغيضة التي هي سبب كل البلاء هو القضاء على الفساد الإداري المتفشي، وبفرض القانون، وإدارة صارمة عادلة تراقب كل مقصِّر في عمله وتعاقبه». وأشار المفتي إلى أن قياس ليبيا على فيدرالية الولاياتالمتحدة هو «مغالطة كبيرة، وخطأ فادح» لأنهما «ليسا سواء لا من حيث الجغرافيا ولا تعداد السكان، فالمسافة بين بعض مدن الولاياتالمتحدة تصل إلى ست ساعات طيران، وتعداد سكانها يقرب من تعداد سكان العالم العربي». وناشد الغرياني الليبيين الحفاظ على وطنهم، وقال «يا أبناء ليبيا ارحموها، ولا تضيعوها بشعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب». بدورها حذرت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا من أن «الفيدرالية ستكون خطوة في اتجاه تمزيق ليبيا»، داعية إلى التمسك ب»الوحدة الوطنية» لقيام «دولة مدنية».