قصفت القوات السورية النظامية أمس، بعنف مدينة حلفايا بريف حماة، ما أسفر عن سقوط 20 قتيلا وأكثر من 100 مصاب، فيما استقدمت ذات القوات تعزيزات من الفرقة الرابعة بالجيش السوري بقيادة ماهر الاسد إلى محيط مدينة حمص وبخاصة حي بابا عمرو المحاصر، وفقا لما ذكره عضو الهيئة العام للثورة السورية هادي العبدالله، استعدادا لقصفها، وقال إن القوات النظامية أخلت حاجزين كبيرين على اطراف الخالدية هما حاجزا المطاحن والاطفائية. وفي مدينة درعا (جنوب)، قتل خمسة جنود من الجيش السوري فجر أمس في اشتباكات مع مجموعة منشقة، بسحب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأعلنت الأممالمتحدة أمس أن عدد ضحايا القمع في سوريا، أعلى بكثير من 7500 شخص، لترفع بذلك تقديراتها السابقة لعدد القتلى بنحو الثلث. وعلى صعيد الوضع الإنساني، قالت فرنسا أمس ان مجلس الامن الدولي بدأ العمل على مسودة قرار بشأن العنف بسوريا وايصال المساعدات الانسانية الى حمص والمناطق المتضررة الأخرى، فيما اعلنت ادارة صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية أمس ان الصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي تعمل بها لا تزال في سوريا، ولاحقا، تراجع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن تصريح له اكد فيه وصولها للبنان. وطالبت مفوضة الاممالمتحدة امام مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان بوقف انساني فوري لاطلاق النار؛ لاجل وضع حد لاعمال العنف والسماح للامم المتحدة بمساعدة السكان. وفيما اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الرئيس السوري بشار الأسد «مجرم حرب». كما أن جماعة الاخوان المسلمين في سوريا اتهمت نظامه بارتكاب مجزرة بحق اسر نزحت من حي بابا عمرو في حمص. دعا وزير الخارجية الإيراني المجتمع الدولي إلى مساعدة نظام الأسد، بينما اكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في حديث تنشره صحيفة «لا بريس» التونسية اليوم الاربعاء أن بلاده مستعدة لمنح الرئيس السوري حق اللجوء. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية إن هناك «حججا» قد تتيح ملاحقة الاسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، الا ان هذا الخيار قد يعقد التوصل الى حل في سوريا. وقالت كلينتون في كلمة القتها امام مجلس الشيوخ «استنادا الى خبرتي الواسعة اعتقد ان هذا الامر قد يعقد التوصل الى حل لوضع معقد اصلا، لانه سيحد من امكانات اقناع قادة بالتخلي عن السلطة». إلى ذلك، اتهمت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا في بيان النظام السوري بارتكاب «مجزرة» بحق اسر نزحت من حي بابا عمرو في حمص التي تتعرض لقصف عنيف منذ الرابع من فبراير، واصفة اياها ب»جريمة حرب». واكدت الجماعة ان «المذبحة الجريمة التي نفذت على شباب بابا عمرو هي في اطاريها القانوني والإنساني جريمة حرب، من جرائم التطهير على الهوية، ومن الجرائم ضد الإنسانية». واوضح البيان ان «العصابات الهمجية أقدمت الأحد على إيقاف مجموعة من الأسر النازحة من حي بابا عمرو في مدينة حمص طلبا للنجاة من القصف الوحشي على مدار ثلاثة وعشرين يوما، ثم حشرت الأسر النازحة في حافلات خاصة بحجة نقلهم إلى أماكن آمنة». وتابع «ثم قامت هذه القوات بانزال الشباب والشيوخ من الحافلات وأقدمت على ذبح خمسة وستين شابا بالسكاكين وبدم بارد (...) كما تذبح الخراف». وقالت جماعة الاخوان المسلمين «ان هذه الجريمة النكراء حلقة في سياق وتعبير عن نهج مازال هذا النظام يتبعه مع أبناء شعبنا في سوريا منذ ما يقرب من عام». واعتبرت ان «الجريمة في صيغتها الأخيرة أكبر من اي إدانة ومن اي استنكار. بل هي جريمة لها استحقاقاتها الوطنية والدولية والإنسانية». واكدت ان «بشاعة الجريمة (...) قطعت كل الخيوط، وهدمت كل الجسور، لتؤكد أن الانتماء إلى الوطن لم يكن أبدا انتماء عضويا او بيولوجيا. انه انتماء الى القيم والحضارة والانسان، وهذا ما لم تدرك منه عصابات الأسد شيئا». وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد الاثنين عن مقتل 68 مواطنا في ريف حمص الغربي في اراض زراعية بين قريتي رام العنز والغجرية، مشيرا الى ان «الجثث عليها آثار رصاص او طعنات من سلاح ابيض». ميدانيا، قال احد سكان مدينة حلفايا ويدعى سامر الحموي، ان القوات السورية النظامية «تحاصر مدينة حلفايا وتقصفها عشوائيا من ثلاث جهات»، متحدثا عن سقوط اكثر من 20 شهيدا و100 جريح». واضاف سامر «القصف يتم من مواقع بعيدة»، معتبرا ان النظام يهدف من عمليته العسكرية على حلفايا « ان يسكت التظاهرات وان يقبض على العناصر المنشقين» الموجودين في المدينة. على صعيد آخر، نقل الصحافي البريطاني بول كونروي الذي اصيب الاسبوع الماضي بجروح نتيجة القصف على مدينة حمص (وسط)، الى لبنان بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، عبر معبر حدودي غير شرعي في الشمال، بحسب ما افاد ناشط محلي يساهم في عمليات نقل الجرحى.