يا أيها الرجلُ الملطخُ بالفسادْ .. ماذا تريدُ من العبادْ الشعبُ أنتَ خدعتهُ والمالُ أنتَ أضعتهُ والظلمُ أنتَ شرعتهُ والحقُ أنتَ منعتهُ والخوفُ أنتَ زرعتهُ ونشرتهُ في كُلِّ وادْ فمتى تثوبُ الى الرشادْ يا أيها الرجلُ الملطخُ بالفسادْ *** ماذا تريدُ من العبادْ ...؟ سمعًا واذعانًا وصفحًا وانقيادْ ..؟ أن يشكروكَ على ممارسة الفسادْ ..؟ أو يحملوك على مغادرة البلادْ ..؟ ماذا تريدُ من العبادْ ..؟ يا أيها الرجلُ الملطخُ بالفسادْ *** قلْ لي بربِكَ ما عساك تؤمِلُ أولستَ تعلمُ أن نجمَكَ آفلُ وبأن عرشَكَ رغمَ حِرصك زائلُ نادت بهِ رغم الحصار جحافلُ .. ما عاد يجدي من عنادك طائلُ .. فاليومَ جُرمُكَ للعدالة ماثِلُ .. وغدًا ستحتفلُ البلادْ يا أيها الرجلُ الملطخُ بالفسادْ *** أرض العروبة من يديكَ تحررتْ لعِقت جراحات السنينَ وشمَّرتْ درسٌ بتونسَ هالها فتنبهتْ فاستنهضت أبناءها واستنفرتْ نادتْ برب العالمينَ وأمَّنتْ فقضى لها ربُ العبادِ بما أرادْ.. وغدًا ستحتفلُ البلادْ يا أيها الرجلُ الملطخُ ُ بالفسادْ *** كفكف دموعكَ واعتبر مما جرى يا من تجبَّرَ في الخلائق وافترى هاقد اصابك من صنيعك ما ترى أصبحتَ رمزا للمهانةِ في الورى ارضُ العروبةِ لن تُباعَ وتُشترى تِبرٌ.. ودون ترابها أُسدُ الشرى فاصدعْ..فما يجدي العنادْ يا أيها الرجل الملطخ بالفسادْ *** لو كان همُّكَ ما نُريدُ لما ذهبت بنا بعيدْ ولما أتيت بعُصبةٍ من كلٍّ شيطان مريدْ مَردوا على قهرِ الشعوبِ لحفظ عرشكم المجيدْ صِرنا نعيش بأرضنا من ذُلنا مثل العبيدْ صِرنا نُذبَّحُ كالنعاجِ من الوريد الى الوريدْ وصراخنا همسٌ فما يُجدي الصراخُ وما يُفيدْ وكأننا بصراخِنا من نار بطشِكَ نستزيدْ مهلًا فقد حمَّ القضاءُ وما بوسعكَ أن تحيدْ فليسَ من جُحرٍ يقيكَ وليسَ من رُكنٍ شديدْ *** يا أيها الرجلُ الفريدُ بزعمهِ مذا تُريدْ ... أوما ترى فعلَ الزمانِ بكلّ جبارٍ عنيدْ هذا قتيلُ جنونهِ ومُجونهِ هذا شريدْ هذا أسيرٌ قد أطاح بمجدهِ هذا طريدْ هذا تدرع بالجنازر والمدافعِ والحديدْ والبعضُ غرتهُ النجاةُ وقادهُ فهمٌ بليدْ الكلُ يسعى كي يعودَ وفاتهمْ بيتُ القصيدْ أن الشعوبَ تمخضتْ وتنفسَ الصُبْحُ الوليدْ وتحررتْ من أسرها فتبسم العهدُ الجديدْ تأبى الكرامةُ أن تُسامَ وأن تُضامَ وأن تُبادْ يا أيها الرجلُ الملّطخُ بالفسادْ *** ما كان ضرَّكَ لو رجعتَ الى الصوابْ وفتحت بابك للسؤالِ وللجوابْ ومددت كفَّكَ للشيوخ وللشبابْ وشرحتَ صدرَكَ للنصيحةِ والعتابْ ومنعتَ سيفَ البطشِ عن شُمِّ الرقابْ فأصبتَ وعد اللهِ من حُسنِ الثوابْ وكففت عن ظُلم العبادْ يا أيها الرجلُ الملطخُ بالفسادْ *** اللهُ أوضحَ في كريمِ كتابهِ أن سوف يقبلُ من يلوذُ ببابِهِ يمحو خطيئتَهُ وشرَّ مآبِهِ ويُقيهِ غَضْبَتَهُ ومَسَّ عذابِهِ إن جاءهُ ندِمًا على اغضابِهِ هذا سبيلُكَ للرشادْ .. يا أيها الرجلُ الملطخُ بالفسادْ