أعادت حملات محو الأمية التي انطلقت في محافظة الليث العديد من كبار السن إلى مقاعد الدراسة لمحو أميتهم بهدف تعلم الدين والصلاة وخرجت الحملة بالعديد من المواقف والمفاجآت التي فجرها الدارسون والتي تنوعت بين عدم معرفة بعضهم سابقا لكيفية القراءة والكتابة معتبرين أنفسهم قبل الدخول في الحملات أنهم في الطريق الصحيح. وكشفت الجولة التي قامت بها «المدينة» على مركز مدرسة الملك فهد لتعليم الكبار برفقة مدير تعليم الكبار بمحافظة الليث مدة الثعلبي حرص العديد من الدارسين على تعلم القراءة والكتابة بشكل صحيح واتضح ذلك مع الدارس مبارك الرحماني الذي كان برفقة سبعة أشخاص مع معلمهم وكان منهمكا في قراءة أحد الدفاتر الموجودة لديه وما كتبه له المعلم من توجيهات يريد تنفيذها. الرحماني كان أكثر تفاؤلا حينما كتب على سبورة الفصل (الدولة تهتم بمحو الأمية) طاردا بهذه العبارة العديد من حواجز الخجل الموجودة لدى العديد من الشباب اليوم الذين حرمهم الخجل والنظر إلى الناس خوف الازدراء من إكمال الدراسة وكأنه يقول من فاته هذا المشروع فهو خسران. وحمد الله على أن هيأ له من يعلمه أمور دينه وسور القران الكريم حتى يتفقه في دينه. بجوار مبروك يجلس خالد الفهمي الذي حرص على مواصلة الدراسة رغم تقدمه في السن ولكن حبه للدراسة لم يمنعه من مواصلتها ولم يثنه عن مواصلة دراسته أي عائق بعد أن أدرك قيمة العلم وما يقدمه له من معارف عديدة. أما إبراهيم المولد والذي كان أكثر تحديا عندما طلب منه معلمه الكتابة على السبورة فخرج ليكتب عبارة «اتق الله حيثما كنت» مشيرا بذلك أنه نهل منهلا غزيرا من هذا المركز بعد أن كان لا يجيد كتابة كلمة واحدة ليقوم بكل اقتدار ويكتب هذه الجملة وغيرها من العبارات والواجبات وعلى غير بعيد يجلس الدارس عبدالله السبعي ويقرأ درسا كاملا دون تلعثم ويبين أن ظروف الحياة شغلته عن الدراسة في السابق ولكنه تدارك الأمر فيما بعد وقام بالالتحاق بهذا المركز ليعوض ما فاته. واشار مدير المركز عبيد القاسمي إلى أنه يحرص في تعليمه للطلاب ما ينفعهم لافتا إلى أنهم يسعون إلى الجودة في عملهم. بينما ذهب مدة بن علي الثعلبي إلى القول ان هذه الحملات شهدت إقبالًا منقطع النظير من قبل الأهالي للتسجيل بها والانخراط في برامجها مؤكدا ان أعداد المراكز قد وصلت إلى ما يقارب 26 مركزًا وبلغ عدد الدارسين المسجلين فيها ما يقارب 288 دارسا حتى الآن وأن هناك أكثر من 20 برنامجًا تعليميًا لمجتمع بلا أمية يدرس بها ما يقارب 190 دارسا وتتنوع هذه البرامج وفق مناهج وزارة التربية والتعليم إضافة إلى أن الدارسين يتلقون برامج مهنية وأعمالا لا منهجية، الهدف منها الترفيه عن الدراسة ومده بالخبرات التي تعود عليه بالنفع لاحقا. وأضاف أن أبرز ما تحتاج إليه هذه الحملات هو محاربة الغياب والانقطاع وذلك بتقديم المساعدات للدارسين سواء المساعدات المالية أو النقل حتى يتحفز الطالب لحضور مثل هذه البرامج التي أنفقت عليها الدولة مشكورة الكثير والكثير مثنيا على حرص بعض الدارسين على الحضور من مسافات بعيدة وفي ظل وجود تحفيز لهم سيكون العدد أكبر بإذن الله تعالى. راي التعليم من جانبه قال مدير التربية والتعليم بالليث محمد الحارثي ان هذه الحملات تأتي في إطار جهود وزارة التربية والتعليم للقضاء على الأمية في المجتمع ونشر المعرفة والتعليم في كافة القرى والهجر التي تتبع للمحافظة وفق منظومة من البرامج والفعاليات التعليمية بهدف الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.