السينما العالمية عند بدايتها أغرت كثيرا من رجال الأعمال وأغنياء الحرب والمتطلعين للشهرة والمال للعمل بها حبًا فى المغامرة واكتشاف مجال جديد للعمل فكانت هناك محاولات جريئة وتجارب بعضها نجح وآخر فشل ولكن الهدف نبيل وهو اكتشاف امكانات هذا الفن الجديد وأصبح هناك تنافس لتجربة كل جديد فى التصوير والإنتاج السينمائي وهذا يقودنا إلى رصد بعض من هذه التجارب. نبدأ بالهند وهي دولة شبه قارة وتنافس السينما الامريكية في حجم جمهورها وعدد الأفلام السنوية التي تنتجها بلغات ولهجات مختلفة وقد وصل التنافس بين السينما الهندية والامريكية أن استديوهات السينما في الهند تُسمى «بوليوود» على وزن مثيلتها بأمريكا «هوليوود» وأن عددالأفلام الهندية سنويًا بلغ 948 وذلك في احصائية 1990 بينما امريكا أنتجت 854 في نفس الفترة وعلى ذكر المقارنة بين الهند وأمريكا فقد حدثت كارثة أثناء تصوير الفيلم الهندي «سيف السلطان طيبو» راح ضحيتها 40 شخصا عندما أحترق بهم ديكور الفيلم وفي المقابل أكبر كارثة بالسينما الأمريكية كان ضحيتها 10 اشخاص فى اصطدام و تحطم طائرتان كانت تقل فريق تصويروإنتاج فيلم «أمثال هؤلاءالرجال خطرون « فلم تسلم السينما الامريكية أو الهندية من كوارث، أيضًا وفي غمرة الاكتشاف وتجربة كل جديد في السينما هناك بعض تجارب نادرة لم يكتب لها الاستمرار وهو التنافس في طول الأفلام وكان فيلم «الشفاء الأزرق» إنتاج 1987 للمخرج الأمريكي جون هنري بلغ طول الفيلم 87 ساعة عرض واختصر إلى 80 ساعة ومازال أطول فيلم حيث أنه تتخلله استراحات للأكل والنوم، أما الفيلم الصيني «احتراق معبد زهرة اللوتس الحمراء» فقد كانت مدته 27 ساعة عرض مقسمة على 18 جزءا وقد سبق الفيلم الامريكي فهو إنتاج 1913، ويأتي في المرتبة الثالثة من حيث مدة العرض 25 ساعة الفيلم الألماني «البيت الثاني» للمخرج ادجار ريتز وعرض 1992 لأول مرة في مدينة ميونيخ وتخلله عدة اسراحات. جميع هذه التجارب لم يكتب لها الاستمرار لأن إيقاع الحياة السريع لا يتفق مع طول مدة عرض هذه الأفلام وأيضًا انتشار التلفزيون أتاح عمل مسلسلات تستوعب ساعات العرض الطويلة وخاصة أن التلفزيون يعتمد في المقام الأول على الإعلان مما يحتاج إلى حلقات متسلسلة لجذب الجمهور للمشاهدة. تأتي لأضخم مبلغ صرف في الدعاية لفيلم كان مبلغ 68 مليون دولار دعاية فيلم «جوراسيك بارك» لستيفن سبلبرج وذلك المبلغ أعلى 8 مليون دولار عن تكلفة الإنتاج ولكنه نجح وكسب مبالغ طائلة. هناك فيلم أسترالي «ماكس المجنون» تكلف 350 ألف دولار وكانت عائدات التوزيع 100 مليون دولار إنتاج جورج ميللر وأبطال الفيلم لم يكونوا معروفون إنتاج 1980 وأغلى مبلغ دفع لقصة فيلم كان 19 مليون دولارللمؤلف شارل ستروس لرواية «آنى» عام 1978 وكانت مسرحية موسيقية ناجحة تمثل على مسارح برودواي وقد كسبت شركة كولونبيا المنتجة لهامالغ طائلة، أما أعلى مبلغ دفع فى رواية هو 5 ملايين دولار للكاتب توم وولف كانت «شعلة التفاهات وأنزلت بالشركة المنتجة وارنر برازر خسائر فادحة لسوء اختيار الممثلين وفريق العمل. نأتي لأضخم ميزانية إنتاج كانت من نصيب الفيلم الأمريكي «كليوبترا» بطولة الانجليزى ريتشارد بيرتون والامريكية الجميلة اليزابيث تايلور وقد تكلف 44 مليون دولار وذلك لأن التصوير توقف أكثر من مرة لمرض البطلة وكان هذا الفيلم السبب في وقوع البطلين في الحب انتهاء بالزواج آخر الفيلم كان ذلك سنة 1963 وبحساب الآن فإنه تكلف أكثر من 200 مليون دولار أي نفس تكاليف فيلم تيتانلك إنتاج 1997، ومن الأفلام التي منيت بخسائر فادحة فيلم «انتزاع الجنة» تكلف 50 مليون وعائداته كانت 5 مليون فالإنتاج السينمائي صناعة وتجارة وفن وعندما تتوافر الظروف الملائمة ينتظر صناع السينما النجاح والتوفيق من خلال نتائج العرض وإقبال الجمهور، أحيانًا ينجح عمل ما ويحقق مكاسب لم تكن متوفعة وأحيانًا أخرى يفشل عمل مع توافر أسباب نجاح مثل لا نجوم معروفون وإنتاج ضخم وهنا قد يلعب الحظ والتوزيع وزمن العرض دورًا في نجاح أو فشل الفيلم.