أشبه ما تكون بمسرحية بوليسية مرعبة خيالية، لكنها حقيقة واقعية مدمرة، ما يجري الآن على أرض سورية الأموية التاريخية جهادًا وعلمًا وبطولة، أبى النظام هناك بعد أربعة عقود أو أكثر من الزمن إلا أن يكون مسعورًا ناكرًا للفضل وحسن الثقة، بانت خيانته وشاعت خطورته وخانه دينه ومعتقده، فقامت ثلة من المواطنين لا يحملون سوى الأعلام أملاً برحيل النظام وقشع الظلام، لكن هيهات هيهات، فقد تبدلت الكلمات الدعائية والسياسية والصورية إلى مدافع وطائرات صاروخية تقتيلاً وتشريدًا يتمًا وترملاً ولسان حالهم يقول: إنها منكم وإليكم أتت على أكثر من ستة آلاف شهيدًا إن شاء الله ومضاعفاتها بين جرحى وصرعى ومرضى وعاهات مستديمة ناسين أو متناسين الجيرة والمواطنة والزمالة، يا للهول إنها لجريمة وجناية يكتبها التاريخ بمداد من العار والنار، رويدكم أيها المسعورون فقد انكشف سرّكم وبانت نواياكم، واسودت وجوهكم أمام خالقكم، ناهيك عن الفضيحة العظمى يوم تشهد عليكم ألسنتكم وأرجلكم وأجزاء أجسامكم؛ أمام خلق الله برهم وفاجرهم، أقول: إن هذه المذابح في سوريا الشقيقة اختبار ومحك لجامعتنا العربية وقد أصابها الذهول والحيرة فيما تقول، أعلنت فيما بعد قراراتها التي رُدت إليها، فلجأت إلى الأممالمتحدة علها أكثر جدارة وهيبة، لكنها وأمام الفيتو المصطنع الذي زرعوه أمام قراراتهم وتوصياتهم حتى تكون سلبية الهدف وذرًّا لرماد العيون وخروجًا من الإحراج حيث ظفرت روسيا والصين بهذا الشرف والاعتراض غير المبرر، ظنًا منهم أن ذلك يحط من عزم الشعب، فهم أصحاب حق ورسالة فضلاً عما فقدوه من أرواح بريئة لا ذنب لها سوى أن تقول: (لن نرضى بزعامة هابطة عميلة). حمدًا لك يا رب أن وهبتنا في الأراضي المقدسة أرض الحرمين الشريفين حكومة عادلة جعلت من الكتاب دستورًا ومن سنة محمد صلى الله عليه وسلم نبراسًا، إنها نعمة من الله تعالى، ومنة، فأبشروا مجاهدي سوريا إن النصر مع الصبر، وإن مع العسر يسرا، أعانكم الله وثبت خطاكم. حمود وسمي المطيري - المدينة المنورة