من هو المتقاعد.. وما هو ألمه وأمله..؟! المتقاعد هو ابن الوطن الذي نذر نفسه وروحه لخدمة ثرى هذا الوطن الغالي.. هو من بذل الغالي والنفيس وعظيم الجهد والطاقة من أجل ذلك.. هو موظف الأمس متقاعد اليوم.. هو موظف اليوم ومتقاعد الغد.. هو من قدم خدمات كبيرة أثناء وجوده على رأس العمل.. فما هو ألمه؟! إنه خبرة مهمّشة بعد التقاعد، ولا يملك سكنًا، وراتبه التقاعدي لا يفي بمتطلبات أسرته، وراتبه التقاعدي ثابت لا يزيد، ويعاني من بعض الأمراض أو بعض أفراد أسرته، ويعاني كذلك من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، ويعاني أيضًا من تقليص راتبه التقاعدي في حالة بلوغ الابن سن الواحدة والعشرين، أو حصوله على وظيفة، وكذلك بزواج الابنة أو بطلاق الزوجة ووفاتها، هذا وهو على قيد الحياة، وبعد وفاته ينال راتبه التقاعدي من التقلص ما ناله وهو على قيد الحياة، ويعاني أيضًا معاناة شديدة إذا كان لديه أبناء عاطلون عن العمل، أو مُقدمون على الزواج، فدعمهم في الحالتين يؤرّقه، ويُعاني أيضًا في تعامله مع القطاع الخاص الذي يرفضه جملة وتفصيلا، فلا يَكفل ولا يُكفل لدى شركات التقسيط، ولا يستطيع الحصول على سيَارة بنظام التأجير اليومي أو الشهري. إضافةً إلى عدم قبوله من قِبَل شركات التأمين الصحي.. هذا غيض من فيض من معاناته وألمه..! ولكن ما أمله؟!.. أمله أن يُمنح الفرصة فيما بقي من حياته ليعيش حياة تليق بمثل سنه، بحيث تتسم بزيادة في الوفاء ورد الجميل لعطائه أثناء عمله وصبره وكفاحه، فيجب أن يكون هناك حد أدنى لراتب المتقاعد يكفيه في ظل غلاء الأسعار الحالي، وأن تكون هناك علاوة سنوية مستمرة تُحدَّد هي الأخرى بنسبة مئوية، وأن يوقف الحسم الحالي من راتب المتقاعد فيما يتعلق بمخصصات أفراد أسرته من الراتب التقاعدي سواء في حياته أو بعد مماته بمعنى أن يصرف المتقاعد راتبه كاملًا طيلة حياته ولورثته من بعد وفاته. وأن يتم إعفاؤه من دفع رسوم الخدمات كتأشيرة السائق الخاص أو الخادمة أو رخصة القيادة أو جواز السفر، وأن يُمنح تخفيض 50% على تذاكر السفر البرية والبحرية والجوية على كافة الدرجات له ولزوجته. وأيضًا أن تُلزَم شركات القطاع الخاص بالتعامل مع المتقاعد مثله مثل الموظف الذي على رأس العمل. وأن تُخصَّص في الجهات الحكومية كالمستشفيات والمطارات والمرور والجوازات وغيرها أماكن لاستقباله وتقديم الخدمة له. وأخيرًا ألم المتقاعد كبير وأمله أكبر.. ويبقى التساؤل هل تستجيب المؤسسة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية لهذه الآمال..؟! إن الأمل بالله معقود ثم بولاة أمرنا حفظهم الله في تحقيق مزيد من الرفاهية ورغد العيش للمتقاعد.. هذا والله يحفظ ولاة أمرنا ووطننا والجميع من كل سوء إنه سميع مجيب. طلال سليمان الزايدي - المدينة المنورة