استمرت الصدامات بين الشرطة ومتظاهرين في محيط وزارة الداخلية في القاهرة أمس على نحو متقطع، مما يعكس حالة الغضب من السلطة العسكرية بعد مقتل 74 شخصا عقب مباراة لكرة القدم في بورسعيد. يأتي ذلك، فيما توصلت لجنة تقصى الحقائق المشكلة من مجلس الشعب للتحقيق في أحداث بورسعيد إلى شاهد كشف عن معلومات هامة وتفاصيل وكواليس التحضير لمجزرة بورسعيد. وقالت مصادر: إن لجنة تقصى الحقائق التقت مساء الجمعة أحد البلطجية المحتجزين من قبل الأهالى، بعد المباراة، وأشار المصدر إلى أن البلطجى اعترف لأعضاء اللجنة بأن نشر الفوضى والبلطجية داخل الاستاد كان عملا منظما ومنهجيا وبعيدا تماما عن أهالى بورسعيد، مضيفا أنه تم استئجاره مع آخرين مقابل 150 جنيها للفرد. وأضاف أن 3 من قيادات الحزب الوطنى «المنحل» يقفون وراء الأحداث بينهم أحد المقربين من نجل الرئيس جمال مبارك. وقالت المصادر : إن أهالى مدينة بورسعيد ناشدوا أعضاء لجنة تقصى الحقائق التواصل مع النائب العام لإصدار قرار بمنع قيادات الوطنى فى بورسعيد من السفر، والتحفظ عليهم، والتأكد من ثبوت تورطهم من عدمه فى الأحداث. واستأنفت اللجنة أعمالها صباح امس السبت بزيارة مواقع أخرى أو الاستماع إلى قيادات تنفيذية وأمنية وشهود عيان. وكشفت المعلومات الاولية عن تورط عضو مجلس شعب سابق عن الحزب الوطنى المنحل، وذلك بالاشتراك والتحريض والاتفاق مع رجل أعمال وصاحب محل حلويات شهير فى المحافظة وصديق مقرب لأسرة الرئيس السابق حسنى مبارك. وقال شهود عيان إن عضو مجلس الشعب وصديق مبارك أستاجرا بلطجية ومسجلين خطر من منطقة «المنزلة» التى ينتمون إليها، واتفقا مع مدير الاستاد على دخولهم دون تفتيش، رغم أنه فى مثل هذه الأمور من المباريات الكبرى المشحونة بالتعصب كان ينبغى أخذ ترتيبات مسبقة ورفع حالات الطوارئ ودرجة الاستعداد القصوى، إلا أن أجهزة الأمن اكتفت بالتأمين المعتاد. إلى ذلك، اعلنت قوات الامن المكلفة بحراسة سجن طرة، حالة التأهب القصوى تحسبا لأى محاولة اقتحام للسجن الذى يتم احتجاز قيادات النظام السابق به. وتزايدت المخاوف الامنية من اقتحام طرة بعد تواتر عمليات اقتحام السجون المصرية فى الايام الثلاثة الماضية مع عودة المصادمات بين المتظاهرين وقوات الامن على خلفية احداث استاد بورسعيد الدامية.