تكريم الممثل العربي القدير جميل راتب عن مجمل أعماله في مشواره الفني، الذي كانت بدايته منذ أكثر من أربعين عامًا في باريس بفرقة الكوميدي فرانسيز، وما زال غزير التنوع والعطاء في أعمال سينمائية رائعة، بدأها بفيلم «البداية» لصلاح أبو سيف، مرورًا بفيلم على من نطلق الرصاص، والصعود إلى الهاوية لكمال الشيخ، ثم توالت المسلسلات الكوميدية رحلة المليون مع محمد صبحي، وهو في هذه الأعمال تنوعت أدواره بين الشخصية المتسلطة المستغل الشرير وبين الرأسمالي المحتكر خفيف الظل في مسلسل محمد صبحي. واستعراضًا لمسيرته الفنية الرائعة لا ننسى أنه مثّل أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة من إخراج بركات فيلم «ولا عزاء للسيدات»، وقد أدى دور المدير الجذاب تنشأ بينه وبين موظفة الأرشيف بإدارته علاقة اعجاب ولكنه يتخلى عنها بمجرد أن يعلم طليقها ويصيبها برصاصة وهومنتهى الاأنانية حرصًا على مركزه الوظيفي. لعب جميل راتب فيلمًا آخر من إخراج بركات «شعبان تحت الصفر» مع عادل إمام، شخصية رجل الأعمال المستغل من عائلة الغطريفي الذي ينتمي إليها أيضًا الفلاح الساذج عادل إمام، يخطط للاستيلاء على ميراث الغطريفي الكبير بعد موته فيسعى لعمل هوية مزيفة لأحد أقاربه آملا في اقتسام الثروة، ويحاول الاستيلاء على نصيب شعبان الريفي الساذج بدفع نساء جميلات يمثلن عليه الحب. نحن هنا أمام شخصية رجل خارج على القانون وينتهى الفيلم بالقبض عليه، لقد مثل دور اللص أو الشرير أو الخارج على القانون لكن لا يملك المشاهد إلا أن يحبه فهو استثناء لأنه جميل راتب كما محمود المليجى الذي جسّد باقتدار دور الشرير إلا أنه صاحب قاعدة عريضة من حب الجماهير وفي المقابل زكي رستم الذي جسّد دور الباشا القاسي القلب وقد أجاد دوره بفيلم البداية لصلاح أبو سيف وفيه نقد اجتماعى يظهر أمراض المجتمع ومعادن البشر عندما يكونون في موقف جماعي خطير بعد أن تحطمت طائرتهم ونزلت اضطراريا بمنطقة نائية في صحراء مصر وصراع هذا المجتمع الصغير فيما بينهم من أجل البقاء أحياء إلى أن يأتيهم فريق انقاذ. كما مثل دورًا مختلفًا في شفيقة ومتولي لعلي بدرخان كان أفندينا الإقطاعي المتحكم في أقوات الفلاحين ولكنه أمام جمال شفيقة الذي أدّته سعاد حسني في الفيلم يتحول إلى حمل وديع تدفعه شفيقة بالكرباج أن يرقص عجين الفلاحة أمام الفلاحين البسطاء. إن هذا التنوع في الأدوار استحق جميل راتب عليه التكريم. الفترة من 84 ولمدة عشر سنوات كانت مرحلة النشاط والعطاء الفني فقد عمل 27 فيلما بأدوار متنوعة بداية مع يوسف شاهين المفضل لدى السينما العالمية فيلم وداعًا بونابارت، إنتاج مشترك مع فرنسا ثم فيلم الكيف لعلي عبدالخالق، وكلا الفيلمين كانا بطولة جماعية، وفيلم بونابارت يؤرخ للمدة التي قضتها الفرنسية في مصر وانسحابها بعد عامين، وأما فيلم الكيف فقد كان دوره تاجر مخدرات من أخطر التجار الذي يتمتع بالمال والنفوذ ويسخر العلم في إنتاج نوعية من المخدر الذي يصعب الشفاء منه وهو في كل هذه الأدوار يؤديها بشياكة لا ينافسه فيها أحد. وحول إجادته اللغة الفرنسية، أشار جميل إلى أن بدايته الفنية كانت على مسارح فرنسا، حيث اشتهر كممثل بالمسرح الفرنسي قبل أن يعود إلى مصر وينطلق كفنان سينمائي، موضحًا أنه شارك في أكثر من 12 عملا فرنسيًا كانت لها بصمة واضحة في تاريخ السينما العالمية. وأوضح راتب أنه بصدد المشاركة فى التجربة الرابعة عشرة فى السينما العالمية ولكنها ستكون بطعم مختلف عن كل التجارب السابقة لأن مخرجها مخرج متميز جدًا والدور الذي سيقدمه جميل راتب سيكون مفاجأة لجمهوره ولأنه دور جديد «المياه الزرقاء» إنتاج فرنسي لذلك سوف يزور فرنسا الأسبوع المقبل، بعد أن وافق على المشاركة. وقد وصف جميل راتب فى كلمته بمهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثامنة بمناسبة تكريمه بأنها شهادة تقدير كبيرة له ولمصر، وقد أهدى هذا التكريم لشهداء ثورة 25 يناير ولشهداء الربيع العربي بشكل عام وسط حماس وتصفيق الحضور.