مازالت أزمة ارتفاع أسعار الأسمنت وشح المعروض هو حال السوق، ومنافذ البيع في الطائف، ففي الصباح توجد شاحنات الأسمنت مغطاه، والقليل منها يباع بالسعر الرسمي، 15 ريالاً للكيس، في وجود رقابة مندوبي وزارة التجارة، أما في المساء، فسعر البيع يتراوح بين 19و 22 ريالاً حسب الكميات التي يرديها المستهلك. المتعهدون من جانبهم نفوا أن تكون لهم يد في تلك التجاوزات، مشيرين إلى أن سعر الأسمنت مرتفع، وهو ما يجعلهم يبيعون بأسعار تحقق لهم أرباحًا تتناسب وسعر الشراء. أما البائعون فيؤكدون أن هناك شحًا في توريد المصانع لمنطقة الباحة، وهو ما يستدعي الحصول عليه من منافذ أخرى، بأسعار تفوق السعر الرسمي، وهو ما انعكس على سعر البيع النهائي للمستهلك. الجولة التي قامت بها «المدينة» كشفت الطرق التي يتخذها البعض لتحقيق مكاسب في ظل استمرار أزمة شح الأسمنت، أما «التجارة» فأكدت على لسان مصدر مسؤول في فرع الطائف، أن الرقابة على السوق مستمرة، وهناك جولات لإلزام البائعين بالبيع بالأسعار الرسمية التي حددها الوزارة. وذكر المتعهد عبدالهادي الثبيتي أن سبب الارتفاع يعود إلى قلة المعروض نتيجة توقف الإمداد من مصانع الأسمنت بالرياض والشرقية خاصة فيما يتعلق بحصة المنطقة الغريبة حيث تصل الشاحنات من الطائف للمصانع ولا تستطيع الشراء من المصانع مما يضطرنا كأصحاب شاحنات ومتعهدين لتوريد الأسمنت للطائف، والشراء من السوق السوداء بسعر يفوق السعر الرسمي المحدد ب15 ريالاً، مما يضعنا في موقف محرج مع المستهلكين حيث من الصعب نبيع بنفس قيمة الشراء فنضطر للبيع بسعر أعلى، وكذلك يصعب علينا الشراء من المصانع كما كان في السابق، وقد سمّى المتعهدون السوق السوداء للأسمنت الحاصلة بالقرب من المصانع «بسوق الحارقة». تفاوت في الأسعار من جهة أخرى رصدت جولة «المدينة» على نقاط التوزيع تفاوتًا في أسعار بيع الأسمنت في الطائف بين الشاحنات في نفس الموقع حيث بلغ سعر الكيس في إحدى الشاحنات 19 ريالاً، وفي شاحنة أخرى وصل حتى 20 ريالاً للكيس الواحد، هذا بالإضافة إلى أن هناك أسعار سائدة في الفترة الصباحية، في حين تصل في آخر النهار ل 22 ريالاً للكيس الواحد. وأفاد أحد الباعة من جنسية عربية يعمل على تفريغ حمولات الأسمنت من إحدى الشاحنات أنه بإمكاننا التواجد الصباح الباكر سنجد تغيرًا كبيرًا في الأسعار حيث يكون بمقدور المستهلك شراء الكيس بالسعر المحدد، إذ يلزم مراقبوا وزارة التجارة لتجار البيع بالسعر المحدد 15 ريالاً، وذلك خلال فترة وجود الرقابة، وبعد انتهاء دوام المندوب، يقومون بالبيع بأسعار مرتفعة تصل إلى 20 ريالاً للكيس الواحد. بائع آخر رفض ذكر اسمه، قال ل»المدينة» بعض أصحاب الشاحنات، يقومون بتغطية الشاحنة وهي محملة بالأسمنت، ويرفضون البيع صباحًا في وجود مراقب وزارة التجارة، وفي نهاية اليوم وبعد رحيل المندوب، يكشف عن كميات الأسمنت، ويفرض السعر الذي يصل إلى 22 ريالاً، مستغلاً حاجة بعض المواطنين، في إكمال بناء منازلهم، لافتًا أن الكميات التي تباع في الفترة الصباحية غير كافية لتلبية احتياجات السوق، لذا يلجأ الكثيرون إلى المحضور ليلاً لشراء احتياجاتهم من الأسمنت. وانعكست قلة توافر الأسمنت، على أسعار بيع الطوب الأسمنتي في محافظة الطائف، إذ ارتفع سعر بيع البوك من 1700 إلى 2000 ريال للألف حبة، وهو ما ساهم بشكل كبير في توقف وإرباك البناء في الطائف.