أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، أن المملكة قررت سحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية في سوريا، نظرًا لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأي من عناصر خطة الحل العربي، التي تهدف بالأساس لحقن الدماء الغالية علينا جميعًا. وقال: «الوضع لا يمكن أن يستمر، ونحن لن نقبل بأي حال من الأحوال أن نكون شهود زور، أو أن يستخدمنا أحد لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري الشقيق، أو للتغطية والتستر عليه». ودعا المجتمع الدولي لممارسة كل الضغوط على دمشق لتنفيذ الحل العربي.. ودعا سعود الفيصل في كلمته أمام الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري العربي أمس، العرب إلى الالتزام بكل جدية ومصداقية بما قرره مجلس الجامعة العربية حول فرض عقوبات تهدف للضغط على الحكومة السورية لتلتزم فعلا لا قولا بما تعهدت به وهي عقوبات الأصل فيها أنها مفعلة ومستمرة طالما لم نقرر مجتمعين إلغاءها. وقال الفيصل: «أنا لا اعتقد أنه يمكن لأحد أن يفكر بإلغاء هذه العقوبات طالما لم يلتزم الحكم السوري بعناصر الحل العربي». وطالب سمو وزير الخارجية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته بما في ذلك الدول الإسلامية وروسيا والصين وأوروبا والولايات المتحدة، وأن يمارسوا كل ضغط ممكن في سبيل إقناع الحكومة السورية بالتنفيذ العاجل والشامل لخطة الحل العربية. وقال سموه إن الوضع فى سوريا بالغ الخطورة ويتطلب منا جميعا تحمل مسؤوليتنا التاريخية أمام الله، ونحن نرى الدم البريء يسفك يوميًا، مما يضعنا فى موضع الاختبار لضمائرنا وليس هناك أقسى من تأنيب الضمير، خاصة لمن يحرص على جديته ومصداقيته إزاء شعب عربي شقيق ما زال يتعرض لأبشع صنوف التنكيل والعذاب من الذين يفترض فيهم أن يكونوا أحرص الناس على سلامته وحقوقه وأمنه ومصالحه. أضاف سموه مخاطبًا مجلس الوزراء العرب: لقد وضع مجلسكم خطة واضحة المعالم لوقف نزيف الدم الذى يدمي قلوبنا جميعًا، وهى خطة تؤكد على الوقف الفوري والشامل لكل أعمال العنف والإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة، وإخلاء المدن والأحياء من جميع المظاهر المسلحة، وهذه العناصر مجتمعة هدفها فتح المجال أمام حوار وطني، لأن الحل لن يصنعه سوى السوريون أنفسهم، والحل الذي يكون بالتجاوب مع تطلعات الشعب السوري عبر تحقيق انتقال سلمي للسلطة، وأننا أكدنا مرارا وتكرارا أننا لا نكن لسوريا الشقيقة الا مشاعر المحبة والأخوة والحرص على مصالح أبناء الشعب السوري دون تمييز أو تفريق، وأن هدفنا وقف النزيف الدامي بما يحفظ لسوريا وحدتها وأمنها واستقرارها، ويجنبها مخاطر الصراعات الأهلية المدمرة أو الانزلاق للفوضى والخراب. وقال: إن الحكومة السورية أبلغت الجامعة العربية بموافقتها على خطة الحل العربي، ووافقنا على إرسال المراقبين العرب للتأكد من تنفيذ الالتزامات السورية بكل دقة ووضوح وشفافية، ولكن مع الأسف لم نجد على أرض الواقع التزامًا بتطبيق أي من بنود الخطة العربية، وأن السلطات السورية لم تكتف بعدم تنفيذ ما تعهدت به، بل بادرت باتهام القادة العرب بالتآمر ودولهم كذلك، وانتقصت من عروبتهم. وأوضح أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، ونحن لن نقبل بأي حال من الأحوال أن نكون شهود زور أو أن يستخدمنا أحد لتبرير الجرائم المرتكبة في حق الشعب السوري أو للتغطية والتستر عليه. وانتهى الفيصل قائلًا: إن بلادي ستسحب مراقبيها نظرًا لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأي من عناصر خطة الحل العربي. ودعا الأشقاء العرب إلى الالتزام بكل جدية ومصداقية بما قرره مجلس الجامعة الموقر بفرض عقوبات تهدف للضغط على الحكومة السورية، وأن يكون الالتزام بالعقوبات فعلًا لا قولًا.