يقول رئيس طائفة صيادي ودلالي أسواق الأسماك في جدة عبدالله شمعة: تلوث بحر جدة مشكلة موجودة من سنوات طويلة، وأذكر أنه منذ عملي في مهنة الصيد كانت مواسير الصرف الصحي تمتد للبحر قبل 36 عامًا، وتغاضت عن ذلك بعض الجهات المعنية في ذلك الوقت حتى تطور الأمر واستفحل الى الوقت الحالي, وأصبحت رائحة مياه الصرف الصحي تخرج من البحر وتؤثر على المتنزهين والصيادين من جهة والحياة البحرية من جهة أخرى. وادى ذلك الى اختفاء الكابوريا من البحر, بعد أن كانت تتواجد بكثرة في السوق وذلك بسبب المنغصات البيئية. واشار إلى أن الحبارة البيضاء حذوت حذو الكابوريا, بالاضافة إلى أنواع كثيرة من الأسماك أصبحت غير متواجدة تجاريًا بسبب ندرتها في البحر وزعم انحسار حركة الصيد بنسبة 60% في ال 7 سنوات الماضية, بالاضافة إلى وجود شح في الكائنات البحرية بنسبة 70% مما سبب ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار وارجع ذلك الى توسع صيادي بعض الدول مثل روسيا والصين وكوريا واليابان في الصيد بالاطنان بهدف التعليب والبيع لتحصيل ارباح اكبر، بالإضافة إلى ضعف المتابعة من الجهات المعنية وكثرة الشاليهات والبواخر البحرية خاصة ناقلات النفط, والردميات مشيرا الى ان كل هذه العوامل تسبب هجرة أنواع كثيرة من الكائنات البحرية وتدمير البئية البحرية من الداخل قبل الخارج, وبين شمعة أن الحلول لزيادة الإنتاج تمكن في التوسع في الاستزراع السمكي والا سياتي علينا يوم لا نأكل إلا السمك «البلطي» الذي يتواجد بكثرة غير مسبوقة لان أنثى البلطي لا تحمل بيوضها بل تضعها فورًا ومن ثم تفقس بسرعة. تلوث بيئى واتفق الخبير البئيي سمير فتاني مع الرأي السابق مشيرا الى ان من أسباب تلوث البحر الحركة النشطة لناقلات البترول والسفن التجارية بين الشرق والغرب، باعتباره أقصر وأسرع الطرق البحرية، والتلوث الناتج عن صرف المخلفات البشرية والحيوانية ومخلفات الزراعة من أسمدة ومبيدات حشرية ومخلفات من المصانع المنشأة على شواطئ البحر الأحمر مثل مصانع الدباغة والفوسفات والحديد والصلب والمنشآت البتروكيميائية. ولفت ايضا الى التلوث الناتج عن عمليات تطهير الموانئ وصيانة وطلاء السفن، بالاضافة إلى التلوث بسبب مشاريع تحلية مياه البحر وعمليات البحث والتنقيب عن البترول او المعادن, وقال إن بيئة البحر الأحمر شديدة الحساسية، حيث تتعرض لظروف قاسية مثل ارتفاع درجة حرارة المياه، وتركيز الأملاح، ونقص العناصر المغذية نتيجة لعدم وجود أنهار تصب فيه، بالاضافة إلى قلة الأمطار التي تسقط عليه أو حوله مشيرا الى انه يحتاج إلى مزيد من الحماية ومكافحة التلوث ليس فقط من دولة واحدة، بل من جميع الدول العربية المطلة عليه، واشار الى ان مكافحة التلوث في هذا البحر ستجعله يتمتع بكل مقومات الحياة والمحافظة عليه كبحيرة حيوية تحقق مبدأ التنمية المستدامة لجميع الأجيال. اغلاق مصادر التلوث وأوضح مساعد الرئيس العام لشؤون البيئة والتنمية المستدامة الدكتور سمير غازي أن الرئاسة قامت بدراسة تحليلية شاملة لمحافظة جدة بالتعاون مع المكاتب الاستشارية المتخصصة في مجال البيئة، وتضمنت الدراسة وصف البيئة المحيطة وتحليل المشاكل البيئية والحلول المقترحة، كما تضمنت خطة الرصد والمتابعة المقترحة لجودة الهواء والمياه الساحلية مع تقارير الحالة البيئية المستقبلية لمحافظة جدة. كما تم الاجتماع مع ممثلين عن أمانة محافظة جدة ووحدة أعمال جدة بشركة المياه الوطنية، ومناقشة الموضوع من جميع جوانبه والاطلاع على مسببات التدهور البيئي لشواطئ محافظة جدة واستعراض المشاريع المقترحة. ونوه إلى أن الرئاسة خلصت من خلال الدراسة إلى أن عملية تأهيل شواطئ محافظة جدة ينبغي ان تركز على تصحيح الوضع الحالي، عن طريق منع وإغلاق جميع مصادر التلوث من خلال العمل على اكتمال منظومة شبكة الصرف الصحي لكامل المحافظة ورفع مستوى المعالجة في جميع محطات المعالجة إلى المعالجة الثلاثية، والاستفادة من المياه المعالجة في الأغراض الصناعية والري وعدم تصريفها إلى البحر إلا في الحالات الضرورية القصوى، مع دعم البدء بتنفيذ مشاريع إعادة التأهيل كمرحلة ثانية لتكون النتائج ذات مردود ايجابي وملموس على بيئة شواطئ محافظة جدة، واصدار نظام إدارة المناطق الساحلية لتحقيق التنمية المستدامة بجميع إشكالها. وأفاد أن مشاريع الرئاسة لإعادة تأهيل شواطئ محافظة جدة تشمل تقييم الوضع الراهن لشاطئ جدة الجنوبي، والشمالي، وشاطئ رابغ، ووجود الزئبق في الثروة السمكية في جدة، كما تشمل تقييم الوضع الراهن للمياه الجوفية، ومراجعة دراسات تقييم التأثيرات البيئية للأعمال التي تقوم بها الجهات الأخرى. أما أعمال إزالة الحمأة والملوثات الصناعية وتنظيف الشواطئ التي تعرضت لحوادث التلوث بالزيت فمشاريعها تنصب على عمليات تنظيف وإعادة تأهيل البحيرات القريبة من قصر السلام إلى ميناء جدة الإسلامي، وفي المنطقة من مقر حرس الحدود إلى ميناء جدة الإسلامي، وحوض محطة الخمرة، إعداد خطة عمل تنفيذية للحد من رمى وصرف المخلفات على شواطئ مدينة جدة، التاهيل البيئي لمنطقة الرويس البحرية (من بحيرة الأمانة إلى بحيرة الأربعين) وقال إن المشاريع الخاصة بأعمال إزالة العكارة والرسوبيات تشمل دراسة خصائص الموقع والجدوى والتصميم لأعمال تنظيف وإعادة تأهيل مناطق شواطئ جدة الثلاثة، دراسة الخصائص وتصميم أعمال إعادة التأهيل والجدوى لمنطقة حوض محطة الحمرة، تصميم أنبوب الصرف إلى عمق البحر لمحطة الخمرة، تصميم تعديلات بحيرات الشاطئ الشمالي لتحسين الخلط، دراسات لتقيد البدائل طويلة المدى لبحيرة رعاية الشباب وبحيرة الأربعين. أما عن أعمال المراقبة والحماية فهناك برنامج شامل ومتداخل لمراقبة الشواطئ والمشاريع يشمل تحليل عينات مياه وترسبات الشواطئ، وعينات المؤشرات الحيوية، المراقبة الآنية لمخرجات تصريف نهاية أنبوب الصرف) وفي المياه المستلمة للصرف، إنشاء مختبر متكامل لبيئة الشواطئ ورصد بقع الزيت، وجودة المياه بالاستشعار عن بعد، كما تشمل نظام رصد ساحلي لتحصيل البيانات البحرية، ونموذج رياضي لتوقع حركة الملوثات في المياه وجودتها، موقع على الانترنت لعرض المعلومات وتداخلها، الشرطة البيئية. وأضاف أن أعمال إعادة استزراع الشعب المرجانية ونباتات الشورى البحرية تتضمن استزراع الشعب المرجانية ببعض المناطق المتضررة بالصرف الصحي، استزراع نبات (المانجروف).