كأي مواطن سعودي لا أعترف بشيء اسمه ( ثقافة الاستهلاك ) اذكر إنني اتفقت مع زوجتي أن نجدول مصاريفنا ، وأن نعمل ميزانية تناسب احتياجاتنا ، وضعنا خطة شهرية للتوفير ، وحددنا مبلغ المصروف الشهري ، ومبلغاً للتوفير ، وبعد نهاية الشهر اكتشفنا إننا صرفنا مبلغ التوفير . ولعل جولة في احد ( الهايبرات) تبين لنا مدى ما تعانيه الأسرة السعودية من ( إسهال الصرف ) لدرجة أنك تجد جميع أفراد الأسرة ( يفرفرون ) بين أقسام ( الهايبر ) ، حيث تكون مهمة الأب ( قواه الله ) دفع العربة والحساب ، بينما الأسرة السعيدة مهمتهم هي ملء العربة بكل ما يحتاجون ومالا يحتاجون ، فالزوجة ( تبترم ) بين المنظفات ومستلزمات التجميل ، والشغالة ( أعانها الله ) بالخطوة السريعة بين أقسام الخضرة والفاكهة ومستلزمات ( الكرش ) ، والابن ( يفحط ) بين أقسام الحلويات والقراميش ( هذا اللي ذبح عيالنا ) ، والبنوتة ( حرسها الله ) ( تناقز ) بين الألعاب والأدوات المكتبية ، والجميع ( يرمي بالعربة ، وتظهر على محيا الاب عند ( الكاشير ) آثار ( الدف ) من انقطاع النَفَس ، والتعرق ، وفجأة ( يتفرقع ) جميع أفراد الأسرة السعيدة ، وينتشرون بأقصى سرعة في أرجاء ( الهايبر ) للملمة بعض الأغراض التي ( بغوا ينسونها ) ، ثم بنفس السرعة يعودون وقد ( طارت أنفاسهم ) يحملون ما لملموا بأيديهم ، وأثناء انتظار الأب دوره يبدأ بتوقع الحساب ، فيقطب الحاجبين ويمد ( البوز ) امتعاضا من المبلغ الذي توقعه ، وعند الوصول يبدأ وجه ( المسكين ) يتغير مع كل ضغطة زر من ( الكاشير) ، وعندما يُصدم على ( خشته ) بالمبلغ ، يبدأ ( يتحلطم ) ( الشرهة ماهي عليهم على اللي يجيبهم معه ) ، وتستمر حالة ( الإسهال ) مع هذه الأسرة الصغيرة ، ونتيجة ( للفرفرة ) بين أقسام ( الهايبر ) ونفاد كل الطاقة التي لديهم ، يبدأ ( موااال ) جديد ، إذ وتحت وطأة الجوع نتيجة لهذه الرحلة ، ونحيب وتحلطم ( الصغار ) ، يطالب الأب ( المكلوم ) بالتوجه لأحد المطاعم السريعة ، لأخذ ( تصبيره ) ،بعد أن تضع الأسرة أثقالها ، تقوم الشغالة ( لان الأم لازالت تكلم أختها ) بترتيب المشتريات ، ووضع الخضار والفاكهة في الثلاجة بعد تفريغها من الخضار والفاكهة التي ( عفنت ) ، وترتيب المنظفات خلف علب المنظفات التي بقي فيه النصف تقريبا ، وتدق ساعة العشاء الذي جُهز قبل الرحلة السعيدة ، ويوضع العشاء ، الأب منسده نفسه من ( حر ) مادفع ، كما الحقها علبة بطاطس وحلقات بصل ، والأم ( لازالت تكلم أختها ) ، والأطفال ينظمون مسابقة أطول ترعة ( آآآآآع ) ، و مصير ( الكبسة ) كما جرت العادة ( سطل الزبالة ) ( وياحظ البسسه ) ، وفي نهاية السهرة وبعد ترتيب المشتريات ، تنطلق الشغالة بوجه مصدوم إلى الزوجة التي تنطلق بنفس وجه الشغالة إلى الأب الذي اسند ظهره ورفع رجليه على ( المركى ) ، وتفاجئه بصاروخ جو ارض ، أبو فلان نسينا السفر وأكياس الزبالة والبصل.!!!