قصيدة جميلة لزاهي وهبي عنوانها (حين تكبرين سوف أحبك أكثر) أثارت لدي كثيراً من الشجون. فقد عبّرت القصيدة عن أمنية كنت أحملها أنا وزوجتي رحمها الله، وتعاهدنا عليها كلانا، بأن نكون معاً حتى المشيب. إلا أنها لم تحفظ الوعد .. ورحلت وتركتني وحيداً أرى صورتها في كل زوجين سعيدين، وأتمني لو كانت معي. قصيدة أعادت لي ذكريات هذا الوعد .. وهذه بعض أبياتها: غداً حين تكبرين ينحني ظهركِ قليلاً التجاعيد حول عينيك تمسي واضحة مثل أوشام دهرية .. يطلُ البياض من ليلِ شعركِ ينبتُ العشب بين مفاصل ذكرياتكِ يتكاثرُ النمش في سفوح ظهركِ على مهلٍ تنهضين من سرير الوقت متكوّرةً مثل نون الحنان ثمة أدوية على المنضدة .. سُعال في الاروقة زينة ً أقل زياراتك الى المزين نادرة جداً الى الطبيب أكثر زُجاج نظارتك يزداد سماكة بصيرتك أقوى من بصرك الواحة في أعماقك أكثر نخيلاً من الجسد ما عشناه معاً أشد بريقاً من الذهب غداً ، حين تكبرين سوف أحبك أكثر لن أفتقد القامة الرمحية لن أطلب ماضياً مضى كل رجوع يُضمر خيبته كل عودة مشوبة بالنقصان سوف أحب الشقوق في باطن قدميك أمسك يدك على كورنيش المنارة كمن يمسك موجة من مشيب البحر كل يشيخ إلاّ الماء وأنت جميلة في الستين والسبعين في عمرٍ يطول وروح لا تعرف الذبول أنوثتك ليست شكلاً ولا فستان سهرة أنوثتك قلب يفيض وضحكة تجري من تحتها الأنهار .....